الحمد لله.
وأما العلاج عن بعد فالتحفظ
عليه أولى وأشد ، وإذا كان العلماء قد منعوا الرقية الشرعية على الشخص الغائب ، كما
قد سبق بيانه في الفتاوى : (1115) ، (140183)
، (144109) .
هذا مع أن الراقي لا يزيد على قراءة القرآن الكريم وبعض الأدعية النبوية ، فمنع
العلاج عن بعد بطرق مجهولة أو ترجع إلى عقائد وثنية أولى .
وحصول بعض النتائج الجيدة
لهذه الممارسات لا يعني أنها جائزة شرعا ، لأن هذه النتائج قد يكون لها أسباب أخرى
عديدة ، منها : أن يكون ذلك من إعانة الشيطان لهذا الشخص ليخدعه ويجره بذلك إلى ما
يريد ، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الشيطان قد يخدع بعض أولياء
الله ! فيحدث له بعض الأشياء الخارقة للعادة حتى يظن الولي أنها من الكرامات التي
أكرمه الله بها .
فقال رحمه الله : "وَلَيْسَ مَنْ شَرْطِ وَلِيِّ اللَّهِ أَنْ يَكُونَ مَعْصُومًا
لَا يَغْلَطُ وَلَا يُخْطِئُ ؛ بَلْ يَجُوزُ أَنْ يَخْفَى عَلَيْهِ بَعْضُ عِلْمِ
الشَّرِيعَةِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَشْتَبِهَ عَلَيْهِ بَعْضُ أُمُورِ الدِّينِ ...
وَيَجُوزُ أَنْ يَظُنَّ فِي بَعْضِ الْخَوَارِقِ أَنَّهَا مِنْ كَرَامَاتِ
أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَكُونُ مِنْ الشَّيْطَانِ لَبَّسَهَا عَلَيْهِ
لِنَقْصِ دَرَجَتِهِ ، وَلَا يَعْرِفُ أَنَّهَا مِنْ الشَّيْطَانِ " .
انتهى من مجموع فتاوى شيخ الإسلام " (11/201-202) .
والله أعلم .