الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

هل يقرأ القرآن بنية الرقية لرجل في بلد آخر؟

144109

تاريخ النشر : 08-03-2010

المشاهدات : 153443

السؤال

هل يجوز أن أقرأ سورة البقرة بنية شفاء قريب لي من السرطان ؟ وهل يجوز أن أنوي هذه القراءة عنه ؟ علما أن المريض ببلد خارج البلاد .. يتعالج وقد اتضح أن لديه عيناً ويحتاج لرقية ، فلو قرأت سورة البقرة كرقية لهذا الشخص هل يتأثر بها وهو بعيد عني؟ يعني أنا ببلد وهو ببلد ثاني ؟

الجواب

الحمد لله.

القرآن الكريم شفاء من كل سوء وداء بإذن الله ، قال تعالى : (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) فصلت/44 ، وقال سبحانه : (وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) الإسراء/82 .

والشفاء الذي تضمنه القرآن الكريم عامٌّ لشفاء القلوب من الشبه والجهالة والآراء الفاسدة والانحراف السيئ والقصود السيئة .

كما أن فيه شفاء للأمراض البدنية أيضاً .

قال الشوكاني رحمه الله :

" اختلف أهل العلم في معنى كونه شفاء على قولين : الأول : أنه شفاء للقلوب بزوال الجهل عنها وذهاب الريب وكشف الغطاء عن الأمور الدالة على الله سبحانه . القول الثاني : أنه شفاء من الأمراض الظاهرة بالرقى والتعوذ ونحو ذلك . ولا مانع من حمل الشفاء على المعنيين " انتهى .

"فتح القدير" (3 / 362) .

وكلما كان العبد قريبا من ربه ، تاليا لكتابه ، عاملا به ، قائما به ، كان انتفاعه به أعظم .

وقد جرت السنة وعمل السلف في الرقية – سواء بالقرآن أو غيره من الرقى الشرعية - على مباشرة الراقي القراءة بنفسه على المرقي ؛ لما في ذلك من معانٍ تقوم فيهما لابد من اعتبارها : من التوكل على الله ، وحسن الظن به ، والعلم بأنه سبحانه الضار النافع ، والتماس الخير والبركة والشفاء بالأسباب الشرعية ، وحصول الانتفاع بما يتلى من القرآن ، والأدعية ، فينتفع البدن ، ويزداد إيمان القلب ، ويخنس الشيطان بالذكر والقرآن ، ويزول المرض ، بإذن الله .

ولم تأت السنة ، ولا كان من عمل المتقدمين – فيما نعلم – برقية شخص غير موجود ، بل بعيداً عن الراقي .

والرقية نوع من العلاج ، ولا ينتفع المريض بالعلاج إلا إذا تعاطاه ، فكذلك الرقية ، ولا يمكن تصور ذلك إلا بمباشرة الراقي القراءة على المريض .

قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :

"الرقية عمل يحتاج إلى اعتقاد ونية حال أدائها ، ومباشرة للنفث على المريض" انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (1 / 93) .

أما الدعاء : فينفع به القريب والبعيد ، والحاضر والغائب ، بإذن الله .

وقد روى مسلم (2733) عَنْ أبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ : آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ ) .

قال النووي رحمه الله :

" وَفِي هَذَا فَضْل الدُّعَاء لِأَخِيهِ الْمُسْلِم بِظَهْرِ الْغَيْب , وَلَوْ دَعَا لِجَمَاعَةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ حَصَلَتْ هَذِهِ الْفَضِيلَة , وَلَوْ دَعَا لِجُمْلَةِ الْمُسْلِمِينَ فَالظَّاهِر حُصُولهَا أَيْضًا , وَكَانَ بَعْض السَّلَف إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُو لِنَفْسِهِ يَدْعُو لِأَخِيهِ الْمُسْلِم بِتِلْكَ الدَّعْوَة ; لِأَنَّهَا تُسْتَجَاب , وَيَحْصُل لَهُ مِثْلهَا " انتهى .

وللمزيد : يراجع جواب السؤال رقم : (140183) .

فيمكن قراءة القرآن الكريم ثم الدعاء بعد الانتهاء من القراءة ، فذلك من أسباب الإجابة .

وللعلاج من العين والوقاية منها : يراجع جواب السؤال رقم : (11359) – (20954) .

ولعلاج السحر : يراجع جواب السؤال رقم : (11290) .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب