الثلاثاء 7 شوّال 1445 - 16 ابريل 2024
العربية

هل يجوز للمسلم أن يقيم بمنزل غير المسلم ويصلي فيه ؟

السؤال

هل يجوز لنا كمسلمين ان نقيم بمنزل غير مسلمين وهل يجوز لنا حتى ان نصلى بمنزلهم؟

الجواب

الحمد لله.

يجوز للمسلم أن يقيم بمنزل غير المسلم بأن يشتريه أو يؤجره ، وعليه أن يطهره مما عسى أن يكون به من آثار الشرك والعصيان كالصور المحرمة والنجاسات كالخمر وغيرها .
أما إذا كانت إقامته بمنزله للضيافة والصحبة والمعرفة التي بينهما فينبغي أن لا يكون شيء من ذلك إلا للضرورة والحاجة التي لا بد منها ؛ لعموم قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا ، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ ) رواه الترمذي (2395) وحسنه الألباني في "صحيح الترمذي" .
وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ ) . رواه أبو داود (4833) وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود" وغيره .
قال في عون المعبود :
" أَيْ يَتَأَمَّل وَيَتَدَبَّر مَنْ يُخَالِلْ : فَمَنْ رَضِيَ دِينه وَخُلُقه خَالَلَهُ ، وَمَنْ لَا [يُرضى دينه وخلقه] تَجَنَّبَهُ فَإِنَّ الطِّبَاع سَرَّاقَة " انتهى .
- أما الصلاة في منازل غير المسلمين فلا حرج في ذلك ، إذا كانت البقعة التي سيصلي فيها طاهرة ، ولم يكن بها تلك الصور والتماثيل التي يعظمونها ويعبدونها ؛ وذلك لعموم قول النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (جُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ) رواه البخاري (323) ومسلم (810) .
فالأرض كلها مسجد ، ويجوز للمسلم أن يصلي فيها ، إلا ما دل الدليل على استثنائه كالمقبرة والحمام ومعاطن الإبل .
وانظر جواب السؤال رقم : (13705) ، (140208) .
قال ابن عبد البر رحمه الله في "التمهيد" (5 / 227) :
" ذكر البخاري أن ابن عباس كان يصلي في البيعة إذا لم يكن فيها تماثيل ، وروى أيوب وعبيد الله بن عمر وغيرهما عن نافع عن أسلم مولى عمر أن عمر لما قدم الشام صنع له رجل من عظماء النصارى طعاما ودعاه فقال عمر : إنا لا ندخل كنائسكم ولا نصلي فيها من أجل ما فيها من الصور والتماثيل .
فلم يكره عمر ولا ابن عباس ذلك إلا من أجل ما فيها من التماثيل " انتهى .
فإذا خلا مكان الصلاة من تلك التماثيل وشبهها ، وكانت البقعة طاهرة : جازت الصلاة فيها .
والله تعالى أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب