الخميس 9 شوّال 1445 - 18 ابريل 2024
العربية

معنى قوله تعالى " أثرن به نقعاً "

23397

تاريخ النشر : 07-05-2002

المشاهدات : 38579

السؤال

ما هو معنى الآية " فأثرن به نقعاً " ؟ وهل الكلمات ( ارتفع، غبار، في، سُحُب ) موجودة في هذه الآية ؟

الجواب

الحمد لله.

1. الكلمات " ارتفع " و " غبار " موجودتان بالمعنى في الآية ، و " في " غير موجودة إلا أن المعنى دلَّ عليها لأنه الغبار لا يرتفع إلا " في " الهواء ، و " سحب " غير موجودة لا لفظاً ولا معنى .

2. " ارتفع " جاء لها مرادفات كثيرة في القرآن ، ومنها :

أ‌.النشء ، ومنه قوله تعالى وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ الرعد/12 ، وقوله إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً المزمل/6  .

أ‌.الحدب ، ومنه قوله تعالى مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُون الأنبياء/96 ، قال الفرَّاء : من كل أكَمة ، ومن كل موضعٍ مرتفعٍ .

ب‌.العروج ، ومنه قوله تعالى تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ المعارج/4 ، ومعناه : الصعود والارتفاع .

ت‌.الموج ، ومنه وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ هود/42 ، والموج : هو ارتفاع الماء فوق الماء .

ث‌.الربوة ، ومنه قوله تعالى وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ   المؤمنون/50 ، والربوة : المكان المرتفع .

ج‌.النشز ،  ومنه قوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا المجادلة/11 ، النشوز : الارتفاع .

ح‌.وأما لفظ " غبار " : فقد جاء لفظ آخر هو في القرآن بمعناه وهو " هباء " ، ومنه قوله تعالى وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً الفرقان/23 .

وأما لفظ " سحاب " فجاءت له ألفاظ مرادفة في القرآن ومنها :

أ‌.المعصرات ، ومنه قوله تعالى وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً النبأ/14 .

ب‌.المزن ، ومنه قوله تعالى أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ الواقعة/69 .

3. إن من أفضل التفاسير بشكل عام من ناحية الشمولية في أنواع التفسير من ناحية وسلامة المعتقد من ناحية أخرى هما : تفسير الطبري من المتقدمين وتفسير ابن كثير من المتأخرين.

و قال الطبري في تفسير آية فأثرن به نقعاً :  

وَقَوْله فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا يَقُول تَعَالَى ذِكْره : فَرَفَعْنَ بِالْوَادِي غُبَارًا ؛ وَالنَّقْع : الْغُبَار ، وَيُقَال : إِنَّهُ التُّرَاب .

وَالْهَاء فِي قَوْله بِهِ كِنَايَة اِسْم الْمَوْضِع ، وَكَنَّى عَنْهُ ، وَلَمْ يَجْرِ لَهُ ذِكْر ، لِأَنَّهُ مَعْلُوم أَنَّ الْغُبَار لا يُثَار إِلا مِنْ مَوْضِع ، فَاسْتَغْنَى بِفَهْمِ السَّامِعِينَ بِمَعْنَاهُ مِنْ ذِكْره .

وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل .

" تفسير الطبري " ( 30 / 275 ، 276 ) .

وأما ابن كثير فقال في تفسير آية فأثرن به نقعاً :

يَعْنِي غُبَارًا فِي مَكَان مُعْتَرَك الْخُيُول .

" تفسير ابن كثير " ( 4 / 542 ) .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد