الحمد لله.
أولًا:
حديث : مَنْ دَخَلَ السُّوقَ ، فَقَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ ، وَهُوَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ ، بِيَدِهِ الخَيْرُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ ، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ ، وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ رواه الترمذي (3428) وقال : هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ .
وهو حديث مختلف في صحته ، والراجح أنه ضعيف لا يصح ؛ وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم : (223533).
ثانيًا:
جاء عنْ أَبِي ذَرٍّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ قَالَ فِي دُبُرِ صَلَاةِ الفَجْرِ وَهُوَ ثَانٍ رِجْلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ ، كُتِبَتْ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ ، وَمُحِيَ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ ، وَكَانَ يَوْمَهُ ذَلِكَ كُلَّهُ فِي حِرْزٍ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ ، وَحُرِسَ مِنَ الشَّيْطَانِ ، وَلَمْ يَنْبَغِ لِذَنْبٍ أَنْ يُدْرِكَهُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ إِلَّا الشِّرْكَ بِاللَّهِ أخرجه الترمذي في "سننه" (3474) وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ. وأخرجه أحمد في "المسند" مرسلا (17990) ، وأخرجه غيرهما .
ومدار إسناد روايات هذا الحديث على شهر بن حوشب ، وأهل التحقيق ممن سبر أحاديث شهر ، يرون أنه يكثر الوهم والخطأ في حديثه ، فلذا لا يبلغ أن يعتدّ بأحاديثه التي يتفرد بروايتها ، ولم يشاركه فيها غيره .
قال الحاكم أبو أحمد: " ليس بالقوى عندهم " .
وقال ابن عدى: " وعامة ما يرويه شهر وغيره من الحديث فيه من الإنكار ما فيه ، وشهر ليس بالقوى في الحديث ، و هو ممن لا يحتج بحديثه ولا يتدين به " .
وقال البيهقي : " ضعيف ". وقال ابن حزم : " ساقط ".
وينظر: "تهذيب التهذيب" (4 / 371).
وقال ابن رجب : " شهر بن حوشب ، مختلف فيه ، وهو كثير الاضطراب ، وقد اختلف عليه في إسناد هذا الحديث . وقد روي نحوه عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه أخر ، كلها ضعيفة " انتهى من "فتح الباري" لابن رجب (5 /260).
وضعف هذا الحديث الألباني في "ضعيف الترمذي" (3474) ، إلا أنه تراجع عن تضعيفه وحسنه لغيره كما في "صحيح الترغيب" (474) و"السلسلة الصحيحة" (114).
ثالثا:
أما عدد درجات الجنة فقد سبق الكلام عنها في في جواب السؤال رقم : (309602) وبينا أن الأظهر في عدد درجات الجنة : إما أنها لا تنحصر في عدد معين ، أو أنها على عدد آيات القرآن .
والله أعلم.
تعليق