الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

هل يجوز أن يخطب الجمعة شخص ويؤم آخر

السؤال


هل يجوز أن يخطب شخص ويصلي الجمعة شخص آخر ؟ حصل هذا في مسجدنا حيث انتهى الخطيب من الخطبة ثم صلى بنا شخص حافظ ، فهل هذا صحيح ؟

الجواب

الحمد لله.


قال الإمام ابن قدامة رحمه الله تعالى فَصْلٌ : وَالسُّنَّةُ أَنْ يَتَوَلَّى الصَّلاةَ مَنْ يَتَوَلَّى الْخُطْبَةَ ; لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَوَلاهُمَا بِنَفْسِهِ ، وَكَذَلِكَ خُلَفَاؤُهُ مِنْ بَعْدِهِ . وَإِنْ خَطَبَ رَجُلٌ ، وَصَلَّى آخَرُ لِعُذْرٍ ، جَازَ . نَصَّ عَلَيْهِ أَحْمَدُ ...  لأَنَّهُ إذَا جَازَ الاسْتِخْلافُ فِي الصَّلاةِ الْوَاحِدَةِ لِلْعُذْرِ ، فَفِي الْخُطْبَةِ مَعَ الصَّلاةِ أَوْلَى . وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عُذْرٌ ، فَقَالَ أَحْمَدُ - رحمه الله - : لا يُعْجِبُنِي مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ . فَيُحْتَمَلُ الْمَنْعُ ; لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَوَلاهُمَا ، وَقَدْ قَالَ : ( صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي  ) رواه البخاري وأحمد . وَلأَنَّ الْخُطْبَةَ أُقِيمَتْ مَقَامَ رَكْعَتَيْنِ . وَيُحْتَمَلُ الْجَوَازُ ; لأَنَّ الْخُطْبَةَ مُنْفَصِلَةٌ عَنْ الصَّلاةِ ، فَأَشْبَهَتَا صَلاتَيْنِ . المغني ج2 كتاب الجمعة : فصل : يتولى الصلاة من يتولى الخطبة . ويُراجع : البدائع 1/262 والشرح الكبير 1/499 .
وكون الذي صلى أحفظ من الخطيب لا يبرّر مخالفة السنّة في كون الخطيب هو الإمام ، فيصلي الخطيب بالناس ويقرأ بما تيسّر من القرآن ولو كان وراءه من هو أحفظ منه ، والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد