الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

حكم تعليم الأطفال عن طريق تلوين نصوص الأحاديث النبوية

السؤال

في حلقات التحفيظ بالمسجد نشرح للأطفال بعض الأحاديث النبوية، مثل ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )، وغيرها، حيث نقوم بطباعة نص الحديث، ونطلب من الأطفال تلوينه، وحفظه، فهل هذا جائز ؟ أم إن فيه شيئا من الامتهان لأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام؟

ملخص الجواب

لا يظهر لنا حرج في الصورة المذكورة في السؤال

الجواب

الحمد لله.

الفرض على المسلم أن يعظم دين الله تعالى وشعائره.

قال الله تعالى:  ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ  الحج/32.

ومن ذلك تعظيم وإجلال النبي صلى الله عليه وسلم وسنّته.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

" فمن اعتقد الوحدانية في الألوهية لله سبحانه وتعالى والرسالة لعبده ورسوله، ثم لم يتبع هذا الاعتقاد موجبه ، من الإجلال والإكرام ، والذي هو حالٌّ في القلب يظهر أثره على الجوارح، بل قارنه الاستخفاف والتسفيه والازدراء بالقول أو بالفعل : كان وجود ذلك الاعتقاد كعدمه، وكان ذلك موجبا لفساد ذلك الاعتقاد، ومزيلا لما فيه من المنفعة والصلاح، إذ الاعتقادات الإيمانية تزكي النفوس وتصلحها، فمتى لم توجب زكاة النفس ولا صلاحا ، فما ذاك إلا لأنها لم ترسخ في القلب " انتهى من "الصارم المسلول" (3 / 700).

والذي يظهر أن شرح الحديث النبوي للأطفال ، ثم طباعته ، ويطلب منهم حفظه وتلوينه ، لا ينافي تعظيم السنة النبوية ، فالمراد هو حفظ الأطفال هذا الحديث ، ويتم تيسير ذلك عليهم بنوع من اللهو المباح الذي يحبونه ، وهو التلوين والرسم ، أو نحو ذلك من الوسائل التعليمية المعينة على تحقيق المقصد النبيل المشروع .

وعلى هذا، فلا يظهر لنا حرج في الصورة المذكورة في السؤال .

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب