هل صحيح أن الأذان للغافلين؟
ما رأيكم في هذه المقولة " الأذان للغافلين " ؟ وهل هي مما قاله العلماء ؟
الجواب
الحمد لله.
فهذه المقالة لا نعرفها منسوبة إلى أحد من أهل العلم ، فإن كان المقصود بها أن
الذاكرين لله تعالى لا يغفلون عن مراقبة أوقات الصلوات ، فلا يحتاجون لتنبيه المؤذن
لهم ، إن كان المقصود ذلك فهذا صحيح في غالب الأحيان ، فقد كان بعض السلف يبادرون
إلى المساجد قبل الأذان ، فلا يؤذن المؤذن إلا وهم في المسجد ، ومنهم من مضى غالب
عمره على ذلك ، "ففي سير أعلام النبلاء" للذهبي رحمه الله (4/221) عن سعيد بن
المسيب رحمه الله قال : " ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد " قال
الذهبي : إسناده ثابت .
وفي السير أيضا (5/ 240): عن ربيعة بن يزيد رحمه الله قال : " ما أذن المؤذن لصلاة
الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد ، إلا أن أكون مريضا أو مسافرا " .
ولكن من المعلوم أنه ما من أحد إلا ويعرض له ما يشغله ، أو قد يكون في أول الوقت
نائما ، فشرع الله الأذان لإعلام الناس بالصلاة ، ولا يُذَم مَنْ إذا سمع الأذان
أجابه ، وقام إلى صلاته وإن كان مشغولا قبله ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
وهو يتكلم عن الأذان الأول للفجر قال : (لا يمنعن أحدكم أو أحدا منكم أذان بلال من
سحوره ، فإنه يؤذن أو ينادي بليل ليرجع قائمكم ، ولينبه نائمكم )
رواه البخاري ومسلم
.
ويظهر لنا – والله أعلم – أن إطلاق هذه الكلمة غير صحيح ، ولهذا لم نجدها لأحد من
العلماء.
والله أعلم .