هل يجوز العلاج بالكي بالنار؟
هل يجوز الكي بالنار في رأس المريض أو بعض جسده ؟
الجواب
الحمد لله.
"يجوز كي المريض بالنار لعلاجه إذا احتاج إلى ذلك ، ويرجى أن ينفعه الله به ؛ لما
ثبت عن جابر بن عبد الله قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بن كعب
طبيباً فقطع منه عرقاً ثم كواه عليه ، وما ثبت من أن سعد بن معاذ رضي الله عنه لما
رُمي ، كواه النبي صلى الله عليه وسلم . بمشقص (نوع من السهام) في أكحله ، ولما
رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كوى أسعد بن زرارة
من الشوكة ، وقال : حسن غريب ، ولما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (الشفاء في ثلاثة : شربة عسل ، وشرطة محجم ،
وكية نار ، وأنهى أمتي عن الكي) وفي لفظ آخر : ( وما أحب أن أكتوي ) فدل فعله
وإخباره صلى الله عليه وسلم ، بأنه من أسباب الشفاء على جواز العلاج به عند الحاجة
إليه ، وأما نهيه أمته عن الكي فيحمل على ما إذا لم يحتج إليه المريض ؛ لإمكان
العلاج بغيره ، أو على أن العلاج به خلاف الأولى والأفضل ؛ لما فيه من زيادة الألم
والشبه بتعذيب الله العصاة بالنار ، ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه
بأنه لا يحب أن يكتوي ، وأثنى على الذين لا يكتون ؛ لكمال توكلهم على الله ، وينبغي
أن يتولى ذلك خبير بشؤون الكي ؛ ليكوي من يحتاج إلى هذا النوع من العلاج في الموضع
المناسب من جسده ، ويراعى ظروف المريض وأحواله " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" ( 25/6) .