هل تتحمل وزر صديقاتها إذا اشتركت معهن في (النت)؟
أنا ومجموعة من جيراني مشتركين في خدمة ال DSL ( النت ) ، ندفع الاشتراك على أساس أننا شخص واحد ، ولكل منا جهازه الكمبيوتر المستقل ، وكل شخص منا يدخل الإنترنت ، منا من يدخل على مواقع مفيدة ، ومنا من يدخل على مواقع غير مفيدة والله أعلم . فما حكم اشتراكي معهم ؟
الجواب
الحمد لله.
إذا كنت لا تدرين هل يدخلون مواقع محرمة أم لا ؟ فالاشتراك معهم جائز ، ولا يلحقك
إثم لمجرد احتمال أنهم يدخلون مواقع محرمة ، أما إذا كنت متأكدة ، أو يغلب على ظنك
أنهم يدخلون مواقع محرمة ، فإنه يلحقك الإثم في ثلاث حالات :
الأولى : إذا كنت أنت صاحبة الاشتراك المسجل مع الشركة ، ثم بعد ذلك رضيت أن يشاركك
بعض من لا يتورعون عن دخول المواقع المحرمة ، ففي هذه الحالة يلحقك الإثم والحرج ،
لأنك كنت السبب المباشر في إدخال الفساد إلى تلك البيوت .
الثانية : أن يتوقف اشتراك هؤلاء في الخدمة على اشتراكك معهم ، فإن كان امتناعك عن
الاشتراك معهم سيؤدي إلى عدم اشتراكهم ، فلا يجوز لك الاشتراك معهم ، لأنك بذلك
تكونين معاونة لهم على الإثم ، والله تعالى يقول : (لا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ
وَالْعُدْوَان ) المائدة/2.
الثالثة : إذا كانت الشركة تمنع هذا الاشتراك في الخدمة ، وتشترط على جميع
المستفيدين من خدمتها أن يكون الاشتراك فردياً ، ففي هذه الحالة أيضا يلحقكم الإثم
جميعا ، فقد أخذتم خدمة ليست من حقكم ، لأنها إجارة مشروطة ، والمسلمون على شروطهم
.
أما إن لم تكوني أنت صاحبة الاشتراك الأول ، وكانت شروط مزود الخدمة لا تمنع هذا
الاشتراك الذي تقومون به ، فالذي يبدو لنا – والله أعلم – هو جواز اشتراكك مع
جيرانك في هذه الشبكة ، لأن القدر الذي تدفعينه من المال إنما هو مقابل استفادتك
أنت من الخدمة ، وبما أنك تدخلين على مواقع مفيدة ، فلا حرج عليك إن شاء الله .
وليس لما تدفعينه دور في جلب الفساد لجيرانك .
والله أعلم .