حلق اللحية بسبب الفتن
منذ فترة عرفت ديني الإسلامي ولله الحمد وقد هداني الله وأطلقت لحيتي أنا وأخوين وامتدت هذه السنة المؤكدة إلى بعض افراد عائلتي وبالمنزل قد استطعنا أن نجعل بيوتنا شبه إسلامية من كل شيء فجميع الأخوات في المنزل ارتدين الزي الإسلامي والتزمن بتطبيق القرآن والسنة على قدر الطاقة ، ثم حدثت فتنة في البلد فانقلب الناس على الملتحين يضايقونهم ويظنون أن كل ملتحي يريد أن يقتل الناس ويسفك دماءهم ، - ونحن كمسلمين لا نحبذ بأي حال من الأحوال قتل النفس التي حرم ربنا قتلها - وصرت أجد إلحاحاً من والدي ووالدتي والأسرة على أن أحلق لحيتي وتقول والدتي بأن والدي غاضب مني ، وأخاف أن أخالف شيئاً مما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم وأخشى أن أرتكب معصية ؟ .
الجواب
الحمد لله.
أولاً : جزاك الله خيراً على اتباعك لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوتك أهل بيتك وسائر أسرتك إلى ذلك .
ثانياً : حلق اللحية حرام ، وإعفاؤها واجب كما عرفت ، وطاعة الخالق مقدمة على طاعة المخلوق ولو كان أقرب قريب ، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وإنما تكون طاعة المخلوق في المعروف فقط ، وما ذكرته من والديك من الزعل والغضب من إعفائك اللحية إنما هو بدافع العاطفة والخوف عليك مما أصيب به غيرك من الأحداث ، ولكن تلك الإصابات إنما كانت في الغالب من الإثارة والخوض في الفتن لا من أجل إعفاء اللحية فقط ، ولذلك تجد الإصابات أخذت في طريقها جماعة ممن يحلقون لحاهم فعليك أن تثبت على الحق وتستمر في إعفاء لحيتك طاعة لله وإرضاء له ، ولو غضب المخلوق ، وأن تجتنب موارد الإثارة والفتن وتتوكل على الله وترجوه أن يجعل لك مخرجاً من كل ضيق ، قال الله تعـالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً ) سورة الطلاق وقال : ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً ، ذلك أمر الله أنزله إليكم ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجراً ) سورة الطلاق ونوصيك ببر الوالدين والاعتذار إليهما بالرفق والأسلوب الحسن .