البيت الواسع من سعادة المسلم
هل ضيق البيت من شقاوة المسلم ؟
الجواب
الحمد لله.
سعة البيت من سعادة المسلم ، كما جاء في الحديث الذي رواه أحمد (15409) عَنْ
نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ : الْجَارُ الصَّالِحُ ،
وَالْمَرْكَبُ الْهَنِيءُ ، وَالْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ )
وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (3029)
.
وروى الحاكم وأبو نعيم من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : ( أربع من السعادة : المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع ، والجار
الصالح ، والمركب الهنيء . وأربع من الشقاء : المرأة السوء ، والجار السوء ،
والمركب السوء ، والمسكن الضيق ) والحديث
صححه الألباني في صحيح الجامع برقم (887) .
والمراد أن هذا من سعادة الدنيا ، لا سعادة الدين ، والسعادة مطلقة ومقيدة ،
فالسعادة المطلقة هي السعادة في الدارين ، الدنيا والآخرة ، والسعادة المقيدة تكون
حسب ما قيدت به .
فمن رزق الصلاح في الأشياء المذكورة طاب عيشه ، وسعد ببقائه ، لأن هذه الأمور مما
يريح الأبدان والقلوب ، ويجعل الحياة مريحة أكثر .
والمراد بالشقاوة هنا : التعب ، كما في قوله تعالى : (فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنْ
الْجَنَّةِ فَتَشْقَى) طه/117
. أي : فتتعب .
ومن ابتلي بالمرأة السوء ، والمسكن السوء ، والمركب السوء تعب في أكثر أوقاته ، فإن
ضيق الدار يضيق الصدر ، ويجلب الهم ، ويشغل البال .
ويشرع للإنسان أن يسأل ربه السعة في المسكن ، لما روى الترمذي (3500) عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دعا في ليلة
وقال : (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي ، وَبَارِكْ لِي
فِيمَا رَزَقْتَنِي) وحسنه الألباني في صحيح
الجامع (1265) .
نسأل الله تعالى أن يرزقنا السعادة في الدارين .
والله أعلم .