الحمد لله.
أولاً :
هذه المرأة إذا لم تتلفظ بالشهادتين ، ولم تدخل في الإسلام ، فإنها باقية على دينها ، ولا ينفعها أن يكون قلبها اتجه إلى الإسلام ، فكم من كافر يعرف صحة دين الإسلام ، ويحبه ويرغب في الدخول فيه ، لكن يمنعه من ذلك خوف على مكانته أو منصبه أو فقدان عشيرته ، وهذا إن مات مات كافراً مخلداً في النار ، كحال أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه كان موقناً بالإسلام ، ولم يمنعه من الدخول فيه عند الموت إلا خوف أن يعيّر بأنه رغب عن ملة عبد المطلب جزعاً من الموت ، وقد نهى الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستغفر له ؛ لأنه مات كافراً .
قال تعالى : ( ما كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) التوبة/113 .
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره (8/173) : " هذه الآية تضمنت قطع موالاة الكفار ، حيهم وميتهم ، فإن الله لم يجعل للمؤمنين أن يستغفروا للمشركين ، فطلب الغفران للمشرك مما لا يجوز ".
وقال الشوكاني رحمه الله في "فتح القدير" (2/410) : " وهذه الآية متضمنة لقطع الموالاة للكفار ، وتحريم الاستغفار لهم".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " فأما الشهادتان إذا لم يتكلم بهما مع القدرة فهو كافر باتفاق المسلمين ، وهو كافر ظاهراً وباطناً عند سلف الأمة وأئمتها وجماهير علمائها " انتهى من "مجموع الفتاوى" (7/609).
وقد روى مسلم في صحيحه (976) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي ، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي ).
وذلك لأن أم النبي صلى الله عليه وسلم ماتت كافرة ، فلم يأذن الله له أن يستغفر لها .
وبهذا تعلمين أن الدعاء لهذه المرأة بالمغفرة والرحمة لا يجوز .
وما ذكرت من دعوتك لها للإسلام ، وترغيبها في الإيمان ، يرفع عنك إثم التقصير والحمد لله ، بل يرجى لك بذلك الأجر والثواب من الله تعالى .
ثانياً :
لا يجوز حضور جنازة الكافر مع وجود الطقوس الكفرية ، لما في ذلك من حضور المنكر والسكوت عليه .
ثالثاً :
يجوز للمسلمة أن تكشف عن وجهها وشعرها وما يظهر غالبا ، أمام المرأة الكافرة ، على الراجح ، إلا إن خشيت أن تصفها للرجال ، وينظر جواب السؤال رقم (6596) .
والله أعلم .