حديث: (أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار)
ما صحة حديث : ( أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار ) ؟
الجواب
الحمد لله.
هذا الحديث جاء بسند واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، رواه الإمام الدارمي رحمه
الله في سننه (1/69) فقال: أخبرنا إبراهيم بن موسى ، حدثنا أبي ، حدثنا ابن المبارك
، عن سعيد بن أبى أيوب ، عن عبيد الله بن أبى جعفر قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم :
( أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار ) .
وهذا الإسناد إلى عبيد الله بن أبي جعفر صحيح ، غير أن عبيد الله بن أبي جعفر
المتوفي سنة 136 من أتباع التابعين ، ولا تعرف له رواية عن الصحابة رضي الله عنهم .
فحديثه هذا يسمى "معضل" وهو من أقسام الحديث الضعيف ، لعدم اتصال سنده .
قال الخطيب البغدادي رحمه الله :
" أما ما رواه تابع التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم فيسمونه : المعضل ، وهو
أخفض مرتبة من المرسل " انتهى.
" الكفاية " (ص/29).
وقد ضعفه كل من الحافظ ابن رجب في " شرح حديث ما ذئبان جائعان "، والعجلوني في "كشف
الخفاء"، وضعفه الشيخ الألباني في " السلسلة الضعيفة " (1814).
والحديث وإن كان ضعيفاً غير أن معناه صحيح ، فمن أقدم على الفتوى من غير تثبت ولا
بحث في الأدلة فقد تسبب في إدخال نفسه النار .
وانظر : "فيض القدير" (1/205، 206) .