الحمد لله.
أولاً : إذا كان الإنسان قائماً على مسجد ، ومكلفاً بإمامة المصلين فيه من الجهات المسئولة أو القائمين على المسجد ، ويتقاضى على ذلك مكافأة شهرية ، لزمه القيام بواجب الإمامة كما ينبغي ، ولا يجوز له الإخلال بها ، ولا التخلّف عنها إلا لعذر غالب .
وليس له ترك المسجد القائم عليه ، للصلاة في مسجد آخر ، ولو كان المسجد الحرام ، اللهم إلا أن يقيم مقامه الكفء الذي يرضى عنه أهل المسجد ، وتوافق عليه الجهات المسئولة عن المسجد .
قال الشيخ ابن عثيمين : " إذا كان الإنسان موظفاً ، أو كان إماماً في مسجد فإنه لا يدع الوظيفة ، أو يدع الإمامة ويذهب إلى الصلاة في المسجد الحرام ، لأن الصلاة في المسجد الحرام سنة ، وأما القيام بالواجب الوظيفي فإنه واجب ، ولا يمكن أن يترك الواجب من أجل فعل السنة .
وقد بلغني أن بعض الأئمة يتركون مساجدهم ويذهبون إلى مكة من أجل الاعتكاف في المسجد الحرام ، أو من أجل صلاة التراويح ، وهذا خطأ ؛ لأن القيام بالواجب واجب ، والذهاب إلى مكة لإقامة التراويح أو الاعتكاف ليس بواجب ". انتهى من " مجموع الفتاوى والرسائل" (14/241) .
ثانياً : أما إذا كان الإنسان متطوعاً بالإمامة ، ويوجد من يقوم مقامه في هذا الأمر ، فالأفضل له أن يصلي في المسجد الحرام لعظم أجر الصلاة فيه .
وليس لمن كان مقيماً في مكة أن يزهد في هذا الفضل ، بناء على أن فضل الصلاة في المسجد الحرام يشمل جميع مساجد الحرم .
قال الشيخ ابن باز: " الصلاة في المسجد الحرام الذي قرب الكعبة أفضل من وجوه : لكثرة الجمع ، ولقربه من الكعبة ومشاهدتها ، وللاحتياط في ذلك ، واليقين بأنه تضاعف له الصلاة إذا قبلها الله منه ، بخلاف من كان في المساجد الأخرى ، فإن في ذلك خلافا بين العلماء ".. انتهى "مجموع الفتاوى" ابن باز (30 /78).