الحمد لله.
نسأل الله تعالى أن يرحم أمكِ رحمة واسعة ، وأن يثيبها ثواباً جزيلاً ، وأن يغفر لها ذنبها كله.
وأما بخصوص تحصيل الميت لأجر الشهداء في الآخرة إن مات في غير المعركة : فقد جاءت نصوص نبوية صريحة تبين سعة فضل الله تعالى في كتابة أجر الشهادة لأولئك ، فمنهم :
1. الموت بداء البطن .
2. الموت بسبب الهدم ، ويدخل فيه حوادث السيارات .
3. الموت غرقاً .
4. موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها ، أو وهي حامل به .
5. الموت حرقاً .
6. الموت بمرض " ذات الجنب " ، وهو كُلّ وجع في الجنب ، اشتقاقاً من مكان الألم .
7. الموت بمرض السلّ .
8. الموت بالطاعون .
9. الموت دفاعاً عن الدين ، أو المال ، أو النفس .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
قال ابن التين رحمه الله : "هذه كلها ميتات فيها شدة ، تفضل اللّه على أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم بأن جعلها تمحيصاً لذنوبهم ، وزيادة في أجورهم ، يبَلِّغهم بها مراتب الشهداء" .
"فتح الباري" (8/438) .
وينظر تفصيل أدلة هذه الحالات في جوابي السؤالين : (10903) و (45669) .
وقد ثبت عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال : (من تردى من رؤوس الجبال وتأكله السباع ويغرق في البحار لشهيد عند الله) . رواه الطبراني . وقال الحافظ ابن حجر : إسناده صحيح .
فقد يقال : إن كل من سقط من مكان عالٍ فيموت بسبب ذلك هو كمن تردى من الجبل ، وفضل الله واسع ، والله أعلم .
واعلمي أن الله تعالى لا يضيع أجر المحسنين ، والأم بما تبذله من عطاء لزوجها ، وأولادها ، وبيتها ، يكون لها الأجور العظيمة ، والتي نرجو أن يجزي الله تعالى بها والدتك خير الجزاء .
ونوصي أولادها وزوجها بقضاء ديونها المادية ، والصيام عنها إن كان في ذمتها أيام واجبة لم تصمها ، كما نوصيهم بالإكثار من الدعاء لها بالرحمة ، والمغفرة ، وعظيم الأجر .
والله أعلم