الحمد لله.
قال ابن قدامة :
قال - ( أي : الخِرقي ) - : ( فإن كان أخرس ، أومأ إلى السماء )
قال ابن المنذر : أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم ، على إباحة ذبيحة الأخرس ؛ منهم الليث ، والشافعي ، وإسحاق ، وأبو ثور . وهو قول الشعبي ، وقتادة ، والحسن بن صالح .
إذا ثبت هذا فإنه يشير إلى السماء ؛ لأن إشارته تقوم مقام نطق الناطق ، وإشارته إلى السماء تدل على قصده تسمية الذي في السماء .
ونحو هذا قال الشعبي .
وقد دل على هذا حديث أبي هريرة " أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجارية أعجمية ، فقال : يا رسول الله ، إن علي رقبة مؤمنة ، أفأعتق هذه ؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : أين الله ؟ ، فأشارت إلى السماء ، فقال : من أنا ؟ ، فأشارت بإصبعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى السماء ، أي أنت رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعتقها ، فإنها مؤمنة " ، رواه الإمام أحمد ، والقاضي البرتي ، في " مسنديهما " .
فحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بإيمانها بإشارتها إلى السماء ، تريد أن الله سبحانه فيها ، فأولى أن يكتفى بذلك علما على التسمية .
ولو أنه أشار إشارة تدل على التسمية ، وعلم ذلك ، كان كافيا .