الحمد لله.
للصليب أشكال وأنواع كثيرة ، تنوعت عبر الزمان والمكان واختلاف الطوائف النصرانية ،
فاتخذ صورا متنوعة منها ما غلب استعماله على أنه صليب ، ومنها ما يستعمل في الصليب
وفي غيره كعلامة الجمع (+) .
والذي يظهر لنا في حكم رسم وتعليق هذه الأنواع والأشكال ما يلي :
1- إذا كان قد رسم على أنه صليب ، فهذا لا يجوز للمسلم حمله ولا لبسه ولا شراؤه ولا
بيعه ولا رسمه ؛ لأن علة تحريم رسم الصليب ولبسه هي البعد عن مشابهة النصارى وتعظيم
رموزهم الدينية الباطلة ، وهذه العلة واقعة في كل شكل من أشكال الصليب التي تعرفها
طوائف النصارى إذا كانت وضعت على أنها صليب لتعظم وترمز لما يريدون .
2- أما إذا رسمت زخرفة معينة ، أو صنعت بعض الأشياء المنزلية والأدوات العادية ،
فوافق أن نتج عنها شكل من أشكال الصليب السابقة ، فهذا ينظر فيه :
أ- فإن كان يظهر للناظر لأول وهلة أنه رسم الصليب المشهور اليوم في معظم الكنائس
ولدى أكثر النصارى ، وهو عبارة عن خطين أحدهما طولي والآخر عرضي ، بحيث يقطع الخط
العرضي الخط الطولي ، وتكون الجهة العلوية أقصر من السفلية ، وهو الشكل الأشهر
للصليب منذ أن أحدثه النصارى ، مأخوذ من الخشبة التي يصلب عليها من يُراد قتله ،
فإن كان يظهر للناظر من الوهلة الأولى هذا الأمر ، وجب نقضه وإزالته ، أو تعديله
بما يخرجه عن كونه صليبا ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم (لَمْ
يَكُنْ
يَتْرُكُ
فِي
بَيْتِهِ
شَيْئًا
فِيهِ
تَصَالِيبُ
إِلَّا
نَقَضَهُ) رواه البخاري (5952) .
ب- أما إذا لم تكن صورة الصليب ظاهرة ، وإنما نتج عن زخرفة غير مقصودة ، أو كان
البناء بالهندسة المتقاطعة أنفع وأكثر مرونة ، أو استعمل لرموز رياضية معينة ، كرمز
الجمع أو الضرب في علم الحساب ، ففي هذه الحال لا يجب نقضه ولا إزالته ، ولا حرج في
صنعه ولا في بيع ما احتوى عليه ، لانتفاء العلة ، وهي التشبه بالكفار وتعظيم رموزهم
. وينظر جواب السؤال رقم (121170)
.
وبناء على ذلك نقول : الشعار الموجود على سيارة الشفرولية ليس على شكل الصليب المشهور ، ويحتمل أن يكون صليبا ويحتمل أن يراد به شيء آخر ، وحينئذ يُنظر في وضع الشركة له وهدفها منه ، فإن أرادت الصليب ، كان له حكم الصليب ، وعلى من اشترى هذه السيارة أن يزيل الصليب أو يغير هيئته ، وإن أرادت الشركة الرمز إلى شيء آخر ، لم يأخذ حكم الصليب .
وقد بحثنا عن معنى شعار شركة شيفروليه فوجدنا كلاماً مختلفاً لا يمكن الجزم به ، أنه يمكن أن يكون مأخوذاً من الصليب ، ويمكن أن يكون مأخوذاً من غيره .
الله أعلم .