الحمد لله.
هناك فرق بين من يستمع للغناء وبين من يسمعه ، فالذي يستمع إلى الغناء يسمعه عن قصد وإرادة له ورضى بذلك ، أما الذي يسمع فقط فهو الذي يصل إليه الصوت بدون إرادة أو قصد منه ، كأن يركب في طائرة أو في حافلة فيكون فيهما غناء ، أو يذهب إلى السوق فيسمع ذلك من بعض المحلات ، فهو لم يُرد ذلك ، ولم يقصد استماعه ، ففرق بين هذا وبين من قصد الاستماع المحرم.
ولذلك قال شيخ الإسلام رحمه الله : " والأمر والنهي إنما يتعلّق بالاستماع ، لا بمجرد السماع كما في الرؤية ، فإنه إنما يتعلق بقصد الرؤية لا ما يحصل منها بغير الاختيار ..... وكذلك في مباشرة المحرمات كالحواس الخمس من السمع والبصر والشم والذوق واللمس ، إنما يتعلّق الأمر والنهي في ذلك بما للعبد فيه قصد وعمل ، وأما ما يحصل بغير اختياره فلا أمر فيه ولا نهي " .انتهى من" مجموع الفتاوى" (5 ص/566 ) .
وإذا كان الغناء في محلٍ يجلس فيه نحو "كافتريا" المدرسة ، لزمه الإنكار بحسب الإمكان ، فينكر بلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، مع مفارقة محل المنكر.
والله أعلم .