الحمد لله.
الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله هو إمام أهل السنة ، اتفق أهل العلم على جلالته وإمامته في الدين ، وكان رحمه الله معروفا بالتمسك بالسنة ومحبة أهلها ، والتزام منهج السلف ، والتنفير من كل ما يخالفه ويضاده ، حتى كان يأمر بهجران من يتكلم في دين الله بمحدث لا عهد للسلف به.
قال الميموني : قال لي أحمد : " يا أبا الحسن ، إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام " .
"سير أعلام النبلاء" (11/296)
وقد كانت عامة مصنفاته رحمه الله في الحديث والسنة ، ومن أشهر تلك المصنفات :
"المسند" – وهو أجل ما صنف وأشهر – و"التفسير" و"الناسخ والمنسوخ" و"التاريخ" و"حديث شعبة" و"المقدم والمؤخر في القرآن" و"جوابات القرآن" و"المناسك" الكبير والصغير و"نفي التشبيه" و"كتاب الإمامة" و"الرد على الزنادقة والجهمية" و"كتاب الزهد" و"فضائل الصحابة" و"كتاب الورع" و"كتاب السنة" و"كتاب الإيمان" و"كتاب الفرائض" وغير ذلك .
ودوّن عنه كبار تلامذته مسائل وافرة في عدة مجلدات ، كالمروذي ، والأثرم ، وحرب ، وابن هانئ ، والكوسج ، وأبي طالب ، وفوران ، ومهنأ الشامي ، وصالح بن أحمد ، وأخيه ، وابن عمهما حنبل ، وأبي الحسن الميموني ، وأبي داود السجستاني ، وهارون الحمال ، وغيرهم كثير.
وجمع أبو بكر الخلال سائر ما عند هؤلاء من أقوال أحمد وفتاويه وكلامه في العلل والرجال والسنة والفروع ، حتى حصل عنده من ذلك مالا يوصف كثرة .
ورحل إلى النواحي في تحصيله ، وكتب عن نحو من مائة نفس من أصحاب الإمام أحمد .
ثم كتب كثيرا من ذلك عن أصحاب أصحابه ، وبعضه عن رجل ، عن آخر ، عن آخر ، عن الإمام أحمد ، ثم أخذ في ترتيب ذلك ، وتهذيبه ، وتبويبه .
وألف كتاب " الجامع " في بضعة عشر مجلدة ، أو أكثر .
راجع : "تهذيب التهذيب" (5 / 125) – "سير أعلام النبلاء" (11 / 329-331) – "الجرح والتعديل" (1/303) .
والمعروف بين الناس اليوم من كتبه : المسند ، وهو أجل كتبه ، بل من أجل دواوين أهل الإسلام ، و " العلل ومعرفة الرجال " "والزهد" و"فضائل الصحابة" ، و"الرد على الزنادقة والجهمية" ، ورسالته إلى مُسدَّد بن مسرهد .
والله أعلم .