شك في أهله فاتصل عليها متنكرا لاختبارها
أعمل في دولة من دول الخليج وتعيش زوجتي في إحدى دول شرق آسيا ، وكنت أشك فى أن زوجتى ربما تكون على صلة بآخرين فى غيابى ، ولهذا فقد اتصلت بها تحت اسم مختلف ، وقد بدأت تتحدث معى معتقدة أنى شخص مختلف . وأثناء هذه المحادثات ناقشت معها أمورا خاصة جدا ، حتى إنى حاولت أن أجعلها ترتكب بعض الذنوب ، وفى النهاية وجدت من هذه المحادثات أنها بريئة وتخشى الله مما أراح بالى كما كنت أريد ؟
وأريد ان اعرف:
1. هل اقترفت ذنب بالتحدث معها باسم مختلف؟
2. بما أنى جعلتها تعتقد أن الشخص الذى كانت تتحدث معه ليس زوجها ، فهل أكون بذلك شجعتها على ارتكاب ذنب الحديث فى أمور خاصة ؟
3. بما أنه لم يكن هناك شخص آخر فى الحقيقة ، فهل سأسأل عن تظاهرى بأنى شخص آخر؟
أرجو أن تقوموا بالإجابة على هذه الأسئلة ، لأنها تجعلنى أشعر بالذنب ، وأخشى الله فى داخلى .
الجواب
الحمد لله.
ينبغي إحسان الظن بالمسلم ، وحمله على السلامة والبراءة إذا لم يوجد ما يدعو للشك
والريبة ، لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا
مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا ) الحجرات/12 .
وهذا الأدب القرآني من أسباب الراحة والسعادة والاطمئنان ، فإن سوء الظن يدعو للبحث
والتفتيش وربما قاد إلى التجسس ، أو إلى نحو ما قمت به من تصرف ، وهو تصرف خاطئ
لأنه قد يجرئ الزوجة على محادثة الرجال في الأمور الخاصة كما ذكرت .
وأما التحدث معها باسم مختلف ، فليس ذنبا - بالنظر إلى ذاته- ، إنما الكلام في
باعثه ، وفيما يترتب عليه ، فإن كان باعثه الظن السيء ، من غير وجود أدلة أو قرائن
تدعو إليه ، فهذا فيه مخالفة لما أمر الله به من اجتناب الظن السيء .
والسعي لإيقاع الزوجة في بعض الذنوب خطأ أيضا ولو كان المراد هو اختبارها ، ولو فرض
أنها استجابت ووقعت في ذنب ، لم يكن هذا دليلا على أنها كانت منحرفة ، أو ارتكبت
هذا الذنب قبل ذلك ، لأن النفس قد تضعف في لحظة أمام الإغراء والتزيين .
وبهذا يتبين أن هذا المسلك لا يفيد ، بل قد يضر ، فيشجع الزوجة على المعصية ، ويزيد
الشاك شكا دون أن يوقفه على حقيقة الأمر .
والأولى من ذلك أن ترعى زوجتك بالاتصال والزيارة ، ودعوتها للخير ، والعمل على
زيادة إيمانها وتقواها ، وأن تسكنها بقرب أهلك أو بقرب جيران صالحين ، فهذا من
أسباب الاستقامة والبعد عن الشر .
ثم الأهم من ذلك كله : ألا تطيل الغياب عنها ، لأجل جمع المال ، بل قصر فترة سفرك
ما استطعت ، حتى ولو ترتب على ذلك أن تتكلف مالا أكثر ، أو يقل كسبك من المال ،
فالحرص على زوجتك ، وعفتها ، ومراعاة حقها : أولى وأوجب .
وينظر جواب السؤال رقم (13318)
ورقم (145815) .
والله أعلم .