الحمد لله.
والصوم عبادة من أجل
العبادات وأفضل القربات ، ولها أثر عظيم على صلاح الإنسان وقربه من الله تعالى ،
وسلامة قلبه وتطهيره من الحقد والحسد ،
كما قال صلى الله عليه وسلم : ( أَلا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ
صَوْمُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْر ) رواه النسائي (2386) وصححه الألباني
في صحيح النسائي (2249)
قال السيوطي في شرح النسائي : " ( وَحَر الصَّدْر ) قَالَ فِي النِّهَايَة : غِشّه
وَوَسَاوِسه وَقِيلَ : الْحِقْد وَالْغَيْظ وَقِيلَ : الْعَدَاوَة وَقِيلَ : أَشَدّ
الْغَضَب ." انتهى .
وقال السندي : " ( بِمَا يُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ ) قِيلَ غِشُّهُ وَوَسَاوِسُهُ
، وَقِيلَ حِقْده ، وَقِيلَ مَا يَحْصُلُ فِي الْقَلْبِ مِنْ الْكُدُورَاتِ
وَالْقَسْوَة " انتهى .
ولا يضر كون المشجع على
الصوم هو عدم الحاجة للطعام ، أو عدم وجود الطعام ، وقد روى مسلم (1154) عَنْ
عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قَالَ لِي
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ : يَا عَائِشَةُ ،
هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ ؟ قَالَتْ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عِنْدَنَا
شَيْءٌ ، قَالَ : فَإِنِّي صَائِمٌ) .
ورواه النسائي (2330) بلفظ : جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ : (هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ طَعَامٍ؟ قُلْتُ : لَا ، قَالَ
: إِذًا أَصُومُ) .
وهذا من اغتنام الفرص لفعل الطاعات والقربات ، فمن لم يكن له حاجة شديدة للطعام ،
فلا ينبغي أن يفوت أجر الصوم ، وكذلك من لم يجد ما يأكله .
والله أعلم .