أنا طالبة في السنة الأولى من الجامعة ، أدرس كلية العلوم الطبية التطبيقية ، ويكون التطبيق في السنة الثانية أو الثالثة والرابعة والخامسة في المستشفى ، ولا أعلم هل يجوز لي إكمال دراستي في الطب مع العلم أنَّا لا نختلط بالرجال كثيراً والله أعلم ، ولا أعلم كيف تكون الدراسة ، مع العلم أن والداي مصممان على الطب يقولون : أفضل مجال ،
وإذا قلت سأتركه غضبوا ، وكيف أقنعهم إذا لم يكن جائزاً ؟ .
مع العلم أني أفكر إن تخرجت أن لا أشتغل في مشتشفيات مختلطة ، وسأكون إن شاء الله معيدة ، أو في مستوصف ، ولا أقبل غير ذلك .
الحمد لله.
أولاً:
المحظور في دراسة الأخوات في الجامعات والكليات هو ما نراه من الاختلاط القبيح بين الرجال والنساء في تلك الأماكن ، وما نراه فيها من عروض للأزياء وعروض لأدوات التجميل ، وما يحدث فيها من علاقات محرَّمة بين الجنسين .
فإذا خلا مكان دراستك من ذلك الاختلاط المحرَّم ، فلا حرج عليك في الاستمرار في تلك الدراسة ، وخاصة أنها رغبتك رغبة والديك .
وفي حكم الدراسة المختلطة : فلتنظر أجوبة الأسئلة : (6672 ) و (110267 ) و (26227 ) و (40233 ) و (45883 ) .
ثانياً:
إن تخصص الطب للأخوات الملتزمات أمر يشجع عليه العلماء إن كان خالياً من فتنة في الدراسة والعمل ، وما منَّا إلا وله أخت أو أم أو زوجة أو ابنة وهو لا يريد أن يقوم على علاجهن إلا بنات جنسهن ، فوجود هذه الفرصة في دراستك المنفصلة عن الرجال ، وعملك القادم البعيد عن معالجة الرجال : لا نرى إلا أنه يساهم في الستر على المسلمات ، وفي رفع الحرج عن كثير من أصحاب الغيرة على أعراضهم أن يقوم الرجال بعلاج أحد من محارمه .
سئل علماء اللجنة الدائمة :
لي ابنة في السنة الثانية بكلية الطب ، تركت الكلية هذا العام ؛ لأنها اعتقدت أن خروج البنت للتعليم حرام ، علماً بأن هذه الطالبة تتعلم مهن الطب بنية علاج السيدات المسلمات ، والتخصص في أمراض النساء ، وعلاج الفقيرات مجاناً ، هذا عن نية دخولها كلية الطب وتعلمها مهن الطب ، ولا تزال عندها هذه النية ، بل زادت في الاعتقاد بذلك ، وأنها تحب مهنة الطب ، ولكن تخاف الله أن يكون خروجها للتعليم معصية ، علماً بأن هذه الطالبة تذهب للكلية بالزي الإسلامي الكامل ، وكذلك بالنقاب .
فأجابوا :
تعلم علوم الطب واجب وجوباً كفائيّاً على المسلمين رجالاً ونساء لحاجتهم إلى ذلك في علاج الرجال والنساء ، وخروج النساء كاسيات عاريات غير محتشمات ، بل متبرجات : حرام ، فإذا كانت ابنتك على ما وصفت من أنها تلبس في خروجها اللباس الإسلامي الذي يستر بدنها ولا يشف عما وراءه ولا يحدد أعضاءها : فلا حرج عليها في خروجها لما تدعو إليه الحاجة ، إذا كان التعليم غير مختلط ، بل ينبغي لها أن تتم دراسة الطب بالكلية ، وخاصة ما يتعلق بالنساء والأطفال ، فإن الأمة في حاجة ملحة إلى طبيبات من النساء ؛ حتى لا تضطر المرأة أن يكشف عليها الرجال ، ويطلعوا على عورتها لتوليدها ، أو تشخيص مرضها ، وإذا حسنت نيتها في تعلمها وأداء مهمتها : كان لها أجر عظيم ، فلتحتسب ولتحسن قصدها ، ولتمض في تعلم الطب على بركة الله ، نسأل الله لها التوفيق والهداية إلى أقوم طريق .
عبد العزيز بن عبد الله بن باز عبد الرزاق عفيفي عبد الله بن غديان عبد الله بن قعود .
” فتاوى اللجنة الدائمة ” ( 12 / 180 ، 182 ) .
فاحرصي على إنهاء الدراسة الطبية على خير حال ، واحرصي على العمل في المجالات الخاصة بالنساء والأطفال ، ولا تغتري بالدنيا إن هي عرضت لك لتعملي في مجال فيه رجال ، فهو حرام .
ويراجع أجوبة الأسئلة ( 69859 ) و (97410 ) و (20460 ) .
والله أعلم