الحمد لله.
وروى مسلم ( 1339 ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله
عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لا يَحِلُّ
لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ تُسَافِرُ مَسِيرَةَ يَوْمٍ
إِلا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ) .
وقد حكى غير واحد من العلماء اتفاق الفقهاء على منع سفر المرأة بلا محرم ، إلا في
مسائل مستثناة .
وعليه ؛ فلا يجوز أن تعيني والدتك على هذا السفر بالحجز لها ، وينبغي أن تنصحي لها
وتبيني حرمة السفر بلا محرم ، وتعتذري لها برفق ولطف عن عدم تلبية رغبتها ، وأن ذلك
استجابة لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، وفي هذا الخير والفلاح والتوفيق
في الدنيا والآخرة ، وما دام غرضها الخير والسفر لأجله ، فإن الظن بها أن تمتثل
لقول النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قال الله تعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ
وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ
الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ
ضَلَالًا مُبِينًا) الأحزاب/36 ، وقال سبحانه : (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ
حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ
حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) النساء/65 .
والله أعلم .