الحمد لله.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فقال: ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا ، اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الْإِيمَانِ ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الْإِسْلَامِ ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ ، وَلَا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ) رواه أبو داود (3201) وصححه الألباني في "سنن أبي داود" .
فالأفضل أن يدعو المصلي بهذه الأدعية الواردة عن النبي
صلى الله عليه وسلم ، وإن دعا بغيرها فلا حرج عليه ويدل عليه قول الرسول الله صلى
الله عليه وسلم : (إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَى الْمَيِّتِ فَأَخْلِصُوا لَهُ
الدُّعَاءَ) رواه أبو داود (3199) وحسنه الألباني في "سنن أبي داود" .
قال الشوكاني رحمه الله : "فيه دليل على أنه لا يتعين دعاء مخصوص من هذه الأدعية
الواردة..." انتهى من "نيل الأوطار" (4/79) .
وقال ابن عبد البر رحمه الله : "والدعاء للميت استغفار
له ودعاء بما يحضر الداعي من القول الذي يرجو به الرحمة له والعفو عنه وليس فيه عند
الجميع شيء مؤقت [يعني : محدد]" انتهى من "الاستذكار" (3/38) .
وقال " الحجاوي " رحمه الله : " ويدعو في الثالثة سراً بأحسن ما يحضره ولا توقيت
فيه ويسن بالمأثور... " انتهى من "الإقناع" (1/224) الشاملة .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : " والأفضل أن يقول اللهم اغفر لحينا وميتنا... كل
هذا محفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن دعا له بدعوات أخرى فلا بأس..." انتهى
من " مجموع الفتاوى " (13/142) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " يدعو بالدعاء المأثور عن النبي صلّى الله عليه
وسلّم إن كان يعرفه ، فإن لم يكن يعرفه فبأي دعاء دعا جاز ، إلا أنه يخلص الدعاء
للميت ، أي: يخصه بالدعاء " انتهى من "الشرح الممتع" (5/154) .
والله أعلم