الحمد لله.
أما لبسهم الثياب التي يتميزون بها عن غيرهم ، فينبغي عدم فعل ذلك ، لأنه قد يكون دالاً على عدم صبرهم ، وعلى جزعهم من تلك المصيبة .
قال ابن الجوزي رحمه الله : "يكره لبسه خلاف زيه المعتاد " انتهى من "الفروع"(2/292) .
وقال ابن القيم رحمه الله : " وأما قول
كثير من الفقهاء من أصحابنا وغيرهم لا بأس أن يجعل المصاب على رأسه ثوباً يعرف به ،
قالوا : لأن التعزية سنة ، وفي ذلك تيسير لمعرفته حتى يعزيه ، ففيه نظر ، وأنكره
شيخنا ـ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ـ ولا ريب أن السلف لم يكونوا فعلوا شيئاً
من ذلك ، ولا نقل هذا عن أحد من الصحابة والتابعين ، والآثار كلها صريحة في رد هذا
القول ، وقد أنكر إسحق بن راهويه أن يترك لبس ما عادته لبسه ، وقال : هو من الجزع .
وبالجملة : فعادتهم : أنهم لم يكونوا يغيرون شيئاً من زيهم قبل المصيبة ، ولا
يتركون ما كانوا يعملونه ، فهذا كله مناف للصبر " انتهى من "عدة الصابرين" (1/80) .
والله أعلم