تفاصيل طريقة العلاج بالعسل يرجع فيها إلى أهل الخبرة

17-02-2011

السؤال 161033

معلوم أن العسل شفاء ، وأنا شخص أعاني من بعض الأعراض الجانبية لبعض الأدوية الكيماوية ، لذلك أريد أن أتناول العسل لعلاج هذه الأعراض ، فما هي النسبة التي ينبغي عليّ تناولها ، ولمدة كم ، وكم مرة في اليوم ، أرجو التوضيح ؛ لأن الأمر مهم جداً بالنسبة لي.. كما أرجو ذكر الدليل من الكتاب والسنة ..

الجواب

الحمد لله.


العسل من الأطعمة التي وصفها الله تعالى بأن فيها شفاءً للناس من بعض الأمراض ، وذلك في قوله عز وجل : ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ . ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) النحل/68-69.
وقد سبق في موقعنا جواب مفصل يشتمل على نقول عن أهل العلم حول العسل ، وأنه شفاء لبعض الأمراض ، وذكرنا هناك بعض الموانع التي قد تحول دون الشفاء بسبب شرب العسل ، يمكنكم مراجعة الأجوبة في الأرقام الآتية : (9691) ، (114167)، (20176)
ولم يرد في الأدلة من الكتاب والسنة تفصيل أكثر من هذا ، كما لم يرد شيء عن كمية العسل التي ينبغي تناولها أو مزجها في الدواء ، وليس هذا بالأمر المستغرب ؛ لأن الكتاب والسنة مصدر الهداية والنور نحو سعادة البشرية بعبادة رب العباد ، والتسليم لشرعه ، والانقياد لأمره ؛ ولم يردا بتفصيل الأدوية ومقاديرها وطرائق العلاج بها ، وإنما يشتملان على بعض الإشارات التي لا بد من الرجوع في تفاصيلها إلى أهل الخبرة من الأطباء وخبراء الدواء الذين يعتمدون في أدويتهم على الأبحاث العلمية والدراسات المعمقة المجربة ، خاصة وأن الأدوية قد لا تناسب كل مرض ، وقد لا تناسب كل إنسان ، ويؤثر فيها اختلاف البيئات أيضا ، ولا بد لمعرفة هذه التفاصيل من الاستعانة بأهل الخبرة من الأطباء والصيادلة والمختصين بالطب البديل .
يقول ابن القيم رحمه الله :
" هذا – يعني الأدوية الطبيعية - إنما نشير إليه إشارة ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما بعث هاديا وداعيا إلى الله وإلى جنته ، ومعرفا بالله ، ومبينا للأمة مواقع رضاه وآمرا لهم بها ، ومواقع سخطه وناهيا لهم عنها ، ومخبرهم أخبار الأنبياء والرسل وأحوالهم مع أممهم ، وأخبار تخليق العالم ، وأمر المبدأ والمعاد ، وكيفية شقاوة النفوس وسعادتها ، وأسباب ذلك .
وأما طب الأبدان فجاء من تكميل شريعته ، ومقصودا لغيره ، بحيث إنما يستعمل عند الحاجة إليه ، فإذا قدر على الاستغناء عنه كان صرف الهمم والقوى إلى علاج القلوب والأرواح وحفظ صحتها ودفع أسقامها وحميتها مما يفسدها هو المقصود بالقصد الأول ، وإصلاح البدن بدون إصلاح القلب لا ينفع ، وفساد البدن مع إصلاح القلب مضرته يسيرة جدا ، وهي مضرة زائلة تعقبها المنفعة الدائمة التامة وبالله التوفيق " انتهى من " زاد المعاد " (4/23)
ويقول أيضا رحمه الله :
" الدواء يجب أن يكون له مقدار وكمية بحسب حال الداء ، إن قصر عنه لم يزله بالكلية ، وإن جاوزه أوهى القوى فأحدث ضررا آخر...واعتبار مقادير الأدوية وكيفياتها ومقدار قوة المرض من أكبر قواعد الطب " انتهى من " زاد المعاد " (4/30)

والحاصل أن ما سألت عنه من تفاصيل التداوي بعسل النحل إنما يرجع فيه إلى أهل الطب والخبرة بدائك ، وما يلائمه من الدواء .

والله أعلم .

الطب والتداوي
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب