أود أن أسأل سيادتكم عن قضية متشعبة قليلاً ، بخصوص بنت سافرت مع ولد عمها لبلاد بعيدة عنهم ، ولأن الخلوة محرمة بهذه البلاد اقترح عليها ابن عمها أن تتزوجه على الورق فقط ، وهو ما تم ، حيث أنها تزوجته كتابيّاً من غير شهود ولا ولي ولا مهر ، وهي قاصر لم تبلغ 16 سنة بعدُ ، بعد كم يوم من إقامتهم بهذه البلاد قام ولد عمها بوضع منوم في المشروب وقام باغتصابها وقد أنجر عن ذلك الفعل حمل من ولد عمها ، وهي الآن في حيرة من أمرها فهي لا تريد الزواج من ابن عمها لأنها تعتبره أخاً ، وتسأل عن ما يتعلق بهذا الزواج وكل ما انجر عنه ، هي لا تريد الزواج من ولد عمها ولا تستطيع إسقاط الجنين ، هو للآن في مرحلة التكون يعني حدث كل هذا منذ حوالي شهر ، لا تستطيع إسقاطه لأن فيه خطراً على حياتها لأن عندها سيولة بالدم والإسقاط خطر على حياتها .
أفيدونا أفادكم الله بكل ما يتعلق بالموضوع ، وما هو الذي ينبغي أن تفعله هي وهو حسب شرع الله .
بارك الله فيكم ، وجزاكم عنَّا وعن الإسلام كل خير .
الحمد لله.
أولاً:
الزواج الذي تمَّ بين تلك الفتاة وابن عمِّها باطل لا اعتبار له ؛ لعدم تحقق شروط
الزواج الشرعي ، فليس فيه رضا ولا قبول على وجههما الشرعي الحقيقي ، وليس هناك ولي
ولا شهود ولا إعلان ، بل هو حبر على ورق لا قيمة له ، وقد سبق بيان فساد هذا النوع
من العقود في جواب السؤال رقم ( 103432
) فلينظر .
فالواجب عليهما : الندم على ما حصل منها من معاصٍ وآثام ، والتوبة الصادقة من كل
ذلك .
وعليها إخبار أهلها بما حصل معها حتى لا يزداد أمرها سوءً ، وأهلها هم أولى الناس
بها وبالستر عليها ، فلتطلعهم على ما جرى لها وأنها قد غرِّر بها واغتصبت بالإكراه
، وليبقوا الأمر في نطاق ضيق ؛ حتى لا يتسببوا في القضاء على مستقبلها ، والإسلام
قد رغَّب بالستر على الغريب فالقريب أولى .
وعلى الأهل مراعاة صغر سنِّ ابنتهم ، وأنه قد غُرِّر بها.
ولينظر جواب السؤال رقم ( 96371 )
ففيه بيان الطرق الشرعية في التصرف مع من كان على مثل حال تلك الفتاة .
ثانياً :
لا يجوز إسقاط الحمل في مختلف مراحله إلا لمبرر شرعي وفي حدود ضيقة جداً، وإذا كان
في ذلك خطر على حياتة الأم تأكد المنع .
ولمزيد الفائدة ينظر جواب السؤال رقم : (
13331 ) و (
11195 ) .
ثالثاً :
لا يجوز تزوج الزاني ممن زنى بها إلا بعد تحقق أمرين :
الأول : توبتهما من الزنا .
الثاني : بعد وضع حملها .
ولينظر لمزيد الفائدة جواب السؤال رقم (
85335 ) و ( 87894 ) و (
96460 ) .
والله أعلم