أعاني من ألم وبؤس في هذه الحياة ولا أدري إلى من أتوجه للإجابة عن تساؤلاتي، لذلك رأيت في موقعكم المكان المناسب لوضع هذه الأسئلة.
سأبدأ من البداية، ففي أغسطس من عام 2008 قابلت رجلاً مصرياً على النت، وكنت حينها كاثلوكية وحاولت أن أقنعه أنه على الدين الخطأ وأن ديني هو الصواب وكانت تدور بيننا بعض النقاشات على هذا الأساس، ثم في أكتوبر من نفس العام قال لي: حاولي أن تحصلي على نسخة من القرأن الكريم، ففعلت وبدأت أقرأ فيه ولكني الى تلك اللحظة لم أقتنع بالإسلام على انه الدين الصحيح.
وفي يناير من عام 2009 تحدثت مع هذا الرجل حول بعض قضايا الزواج في الإٍسلام، فذكر لي أن المسلمة لا يجوز لها أن تبقى مع الزوج الكافر، فوافق هذا الكلام هوى في نفسي، وأنا المتزوجة منذ 22 عاماً من رجل لا أحبه، وبالتالي فقد رأيت في هذا مخرجاً ومسوغاً لإنهاء هذه العلاقة بشكل منطقي، لذلك اعتنقت الإسلام في شهر يونيو من 2009 من هذا الباب، لا لأني كنت مقتنعة به كدين صحيح..
وبعد أن فعلت ذلك، طلب مني هذا الرجل أن يتزوجني، وتلفظنا بصيغة الإقرار والقبول، وأصبحت في قرارة نفسي أرى أنه أصبح زوجي حقاً.. وعليه فقد انفصلت عن زوجي الحالي أنذاك، وأصبح كل منّا يعيش في شقة مستقلة، ولكن ما زال يجمعنا بيت واحد حرصاً على أن تظل ابنتنا على تواصل دائم مع كلا أبويها..
ولكن الغريب في الأمر أني ما أن تلفظت بالشهادة حتى تغيرت حياتي وأصبحت أشعر بشيء مختلف، وبدأت أحب الإسلام وأقتنع به شيئاً فشيئاً وبدأت أتعلم الكثير عن الإسلام، ومن ضمن ما تعلمته أن زواجي بذلك الرجل المصري على تلك الكيفية لم يكن زواجاً صحيحاً فأخبرته بذلك فاقترح أن يرسل لي عقد زواج موقع عليه وأن أشهد عليه اثنين من المسلمين وأوقع عليه أنا شخصياً وعندئذ يصبح زوجي حقيقةً..
وبالفعل، أرسل لي في يناير 2010 هذا العقد، وبدأت أبحث عن مسلمين ليشهدا على هذا العقد، وبما أني أعيش في منطقة كاثلوكية محافظة في أمريكا عزّ علي إيجادهما بسهولة، ولكني تمكنت من ذلك بعد جهد ومشقة.
لقد تنكرت لي عائلتي كلها لأني اعتنقت الإٍسلام، ولم يعد يربطهم بي إلا حبهم لابنتي.. لقد أصبح كل منهم يطلق عليّ الألقاب والمسميات، فأخي يقول أني أصبحت إرهابية وامتنع عن الحديث معي وإحدى أخواتي تقول أني أعبد الشيطان، لأني أصلي بلغة غريبة وطريقة غريبة، حسب زعمها.. وأمّي منعتني من دخول بيتها وأنا مرتدية للحجاب.. لقد تنكر لي الجميع حتى صديقاتي، إلا واحدة منهن فقط، وهي صديقتي منذ أكثر من ثلاثين عاماً فلم تتركني وقدّرت طول العشرة والمعرفة..!
وعلى الرغم من أنه يوجد مسجد يمكنني الذهاب إليه- وإن كان بعيداً بعض الشيء- إلا أن زوجي المصري هذا لم يسمح لي بالذهاب وأمرني أن أصلي في البيت أفضل، وبالتالي فصلواتي أقوم بها كلها في بيتي .. إنني أصلي كل صلواتي وأقرأ القرأن والحديث وقد بدأت بتعلم العربية، والتحقت بفصل عبر النت يُدرس فيه التجويد والفقه والتاريخ الإٍسلامي.. إنني أحاول جاهدة أن أكون مسلمة بالمعنى الصحيح. ولكني أجد صعوبة في التعامل مع كل المعطيات والمتغيرات من حولي.. ومما يزيدني حسرة أني أرى أن زوجي المصري هذا ليس على المستوى المطلوب في الالتزام والتدين، إنه يقول ويفعل أشياء تجرحني وتؤلمني.. لم أعد أدري ماذا أفعل..! أشعر كما لو أني ضائعة في هذا العالم، إني أعيش في آلام ومتغيرات عاطفية منذ وقت طويل ولا أدري ما العمل..!
إن لدي ثلاثة أسئلة وأتمنى أن تجيبوا عنها:
هل أحتاج إلى أن أتلفظ بالشهادة من جديد؟ هل اعتبر حقاً زوجة لهذا الرجل المصري، وماذا يلزمني وفقاً لذلك؟ وهل من دعاء أدعوا به ليذهب الله عني الآلام الجسدية والعاطفية التي أعاني منها؟
الحمد لله.
أولا :
نحمد الله تعالى أن شرح صدرك للإسلام ، وأنار قلبك للإيمان ، ونسأله سبحانه لك
الثبات والعون والتوفيق .
ثانيا :
أنت مسلمة الآن ولا تحتاجين لإعادة الشهادة ، فعلى فرض أنك تلفظت بها أول مرة دون
قناعة تامة بالإسلام ، لكنك ولاشك تلفظت بها مرات بعد اقتناعك ورضاك بهذا الدين
العظيم .
ثالثا :
زواجك الذي تم في يناير 2010 زواج صحيح .
رابعا :
نوصيك بالإكثار من الصلاة وقراءة القرآن ، فهما من أعظم أسباب انشراح الصدر وراحة
النفس ، كما ينبغي أن تقنعي زوجك بأهمية الذهاب إلى المسجد ومقابلة المسلمات والبحث
عن صديقات صالحات يكنّ عونا لك على البر والخير ، وليس للزوج أن يمنع زوجته إذا
استأذنه للخروج إلى المسجد ، ما دامت تخرج ملتزمة بالآداب والأحكام الشرعية ، ولا
يترتب على خروجها مفسدة أو فتنة ، وذلك لما رواه البخاري (900) ومسلم (442) أن
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ
مَسَاجِدَ اللَّهِ) .
وانظري تفصيل ذلك في جواب السؤال رقم : (49898)
.
خامسا :
قد أحسنت فيما قمت به من الالتحاق بفصل عبر النت لدراسة التجويد والفقه والتأريخ
الإٍسلامي ، فهذا من شغل الوقت بالخير ، وتـحصيل العلم الذي يرفع الله به الدرجات ،
ويثقّل به الموازين .
واعلمي أن المؤمن لا ينفك عن الابتلاء الذي يمحص ذنبه ، ويرفع درجته ، فاصبري
واحتسبي ، فإن ما عند الله من النعيم يستحق ذلك وأكثر منه .
نسأل الله أن يذهب همك ، ويفرج كربك ، ويرزقك السعادة في الدنيا والآخرة .
والله أعلم .