الحمد لله.
هذا الحديث ليس في شيء من كتب السنة ، لا الصحيحة ولا حتى الضعيفة ، مما يدل على
أنه لا أصل له ولا سند ، وإنما كذبه بعض الناس ونشروه في المنتديات وبعض المواقع ،
يظنون أنهم يرهِّبون الناس بذلك من ترك الصلاة ، ولم يعلموا أنهم قد أثموا بذلك
إثماً عظيماً ، حتى إن بعض أهل العلم نص على كفر من كذب على النبي صلى الله عليه
وسلم متعمداً .
يقول الأمير الصنعاني رحمه الله :
" الجمهور على أن تعمد الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كبيرة ؛ لأنه قد
صَدَقَ عليها رَسمُ الكبيرة ( أي تعريفها ) ، بأنه ما توعد عليه بالعقاب .
وقال الجويني : إنها - أي هذه الكبيرة - كفر ، ويدل عليه قول الله تعالى : ( فَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ
لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ) يونس/17، فسوَّى في الآية بين الكذب على الله
وتكذيبه ولا شك أن تكذيبه كفر ، وأن الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم كالكذب
على الله تعالى ، واستنكر الرب تعالى ـ حيث أتى بالاستفهام الإنكاري ـ أن يكون ذنبُ
، أيِّ ظلمٍ ، أعظمَ من ذلك . قال الجويني : ولأنه قد يكذب من يكذب على الله أو
رسوله ما يرفع الحكم الضروري ... ورفع الضروري كفر ؛ لأنه تكذيب للشارع ، وهو كفر ،
ولأن الكذب في الشريعة يدل على الاستهانة بها ضرورة . والله أعلم " انتهى من "
توضيح الأفكار " (2/88)
وقد سئلت " اللجنة الدائمة " عن هذا الحديث وأحاديث أخرى ، فأجابت عليها بقولها :
" هذه الأحاديث لم تُعزَ إلى كتاب من كتب السنة ، ولا نعلم لها أصلا بعد البحث عنها
، فالواجب منع توزيعها ونشرها " انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة " (المجموعة
الثانية 3/259)
كما سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله عن هذا الحديث فقال :
" هذا لا أصل له فيما أعلم ، وجاء الوعيد فيمن ترك الصلاة من القرآن ومن السنة
النبوية الصحيحة ، فيُكتَفى بما جاء ، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( بَينَ
العَبدِ وَبَينَ الكُفرِ تَركُ الصَّلاةِ ) رواه مسلم وقوله صلى الله عليه وسلم : (
العَهدُ الذِي بَينَنَا وَبَينَهُمُ الصَّلاةُ ، فَمَن تَرَكَهَا فَقَد كَفَرَ )
رواه أهل السنن ، وصححه الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب "
( 564 ) ، والله عز وجل يقول عن المجرمين : ( مَا سَلَكَكُمْ فِيْ سَقَرَ ،
قَالُوْا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ ) السبب الأول الذي أوردهم سقر هو أنهم تركوا
الصلاة ، فترك الصلاة كفر والعياذ بالله ، مخرج من الملة ، سواء تركها جاحدا
لوجوبها أو تركها معترفا بوجوبها ، إلا من تركها ناسيا أو نائما..
وأما هذا الذي ذكره السائل فلا أعرف له أصلا ، وكذلك ما يوزع من بعض النشرات ( مَن
ترك الصلاة عوقب بخمس عشرة عقوبة ) لا أصل له " انتهى من برنامج " نور على الدرب "
في تاريخ 20/محرم/1427هـ ( الدقيقة 17-19 من الشريط )
فلا يجوز نشر هذا الحديث ، ولا نسبته إلى النبي صلى
الله عليه وسلم ، بل الواجب التحذير منه ، وبيان أنه لا أصل له في كتب أهل السنة .
ومن أراد الاطلاع على الأحاديث الصحيحة في الترهيب من ترك الصلاة فليرجع إلى كتاب "
صحيح الترغيب والترهيب " للشيخ الألباني (1/136-140) .