الحمد لله.
ثانيا :
أما الثناء على التفكر والمتفكرين في آيات الله سبحانه فقد جاء في القرآن الكريم ، حيث يقول الله جل وعلا : الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ آل عمران/191.
وقد رويت في ذلك آثار كثيرة ، عن ابن عباس ، وأبي الدرداء رضي الله عنهما ، وعن الحسن البصري رحمه الله ، يدعون فيها الناس إلى العناية بالتفكر والتأمل في آيات الله الشرعية والكونية.
ومن ذلك ما رواه أبو الشيخ الأصبهاني في " العظمة " (1/297) عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : " تفكر ساعة خير من قيام ليلة ". وفي " مصنف ابن أبي شيبة " (7/190)، و " الزهد " (ص/220) للإمام أحمد مثل هذا النص عن الحسن البصري ، وفي " حلية الأولياء " (1/208) ، و " الزهد " (ص/114) مثله عن أبي الدرداء رضي الله عنه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" النظر إلى المخلوقات العلوية والسفلية على وجه التفكر والاعتبار مأمور به مندوب إليه " انتهى من " مجموع الفتاوى " (15/343)
وقال العلامة السعدي رحمه الله :
" التفكر عبادة من صفات أولياء الله العارفين " انتهى من " تيسير الكريم الرحمن " (ص/161)
وللتوسع في الاطلاع على الأدلة وأقوال العلماء في " التفكر " فليرجع إلى بحث " التفكير في آيات الله تعالى ومخلوقاته في ضوء القرآن والسنة "، عبد الله اللحيدان ، مجلة البحوث الإسلامية (66/123) .
والله أعلم.