الحمد لله.
ثانيا :
الزواج من الجنس أو الأصل المرغوب لدى كل من الشاب والفتاة من أسباب نجاح الزواج
وسعادة الزوجين ؛ لأن توافر الرغبة بالاقتران بفتاة معينة يعين على بذلك الجهد
لتفهمها والتعايش معها وقبول صفاتها وعاداتها ، فإن عدمت الرغبة ضعفت هذه القدرة ،
وعدمت التضحية ، وأصبح الزواج هشا معرضا لكل قاطع أو سبب مفسد ، ولكن ذلك مشروط
بتوافق الطرفين وتجانسهما نفسيا وقلبيا ، وقبول كل منهما بالاقتران من الآخر رغم
اختلاف أصليهما .
يقول الإمام الماوردي رحمه الله :
" المواصلة نتيجة التجانس ، والسبب فيه وجود الاتفاق ؛ لأن عدم الاتفاق منفِّر "
انتهى من " أدب الدنيا والدين " (ص/163)
ثالثا :
في تاريخنا الإسلامي الخالد نماذج من الرجال العظام أصحاب البشرة السوداء ، أولهم
لقمان الحكيم ، فقد ورد عن مجاهد رحمه الله أنه قال : " كان لقمان عبدا أسود ، عظيم
الشفتين ، مشقَّق القدمين " رواه الطبري في " جامع البيان " (20/135)، ومن أشهرهم
الصحابي الجليل بلال بن أبي رباح ، والتابعي الجليل عطاء بن أبي رباح ، وغيرهم ، لم
تكن أصولهم أو بشرتهم سببا لحرمانهم أو تمييزهم ، بل كانوا نماذج عظيمة في التاريخ
، وتبوؤوا المقامات العليا بين الناس ، ولم يكن ذلك سببا في النفور منهم أو التباعد
عن الاقتران بهم .
عن عبد الرحمن بن حرملة قال : جاء أسود إلى سعيد بن المسيب يسأل ، فقال له سعيد :
لا تحزن من أجل أنك أسود ، فإنه كان من خير الناس ثلاثة من السودان : بِلال ،
ومهجِّع مولى عمر بن الخطاب ، ولقمان الحكيم كان أسود نوبيا ذا مشافر . رواه الطبري
في " جامع البيان " (20/135)
رابعا :
وقد سبق في موقعنا بيان جواز تطلب الصفات الدنيوية في المخطوبة إلى جانب الخلق
والدين ، وذلك في الجواب رقم : (125907)،
وانظر: (131257)
والله أعلم .