الحمد لله.
وقوله صلى الله عليه وسلم :
( ماء زمزم لما شرب له ) رواه ابن ماجه (3062) وصححه الشيخ الألباني ، وقوله صلى
الله عليه وسلم : ( إنها مباركة ، إنها طعام طعم ) رواه الإمام مسلم (2473) وزاد
غير مسلم بإسناده : ( وشفاء سقم ) أخرجه البزار (1171) و(1172) والطبراني في
الصغير( 295) ، وصححه الألباني في " صحيح الجامع (2435) .
وبهذا يعلم أن التداوي بهما
وبزيت الزيتون ، ليس من الشعوذة .
لكن لعلها أنكرت طريقة معينة في التداوي ، أو إكثار زوجها منه ، وطول انشغاله به ؛
فإن بعض الناس يبالغ في الاهتمام بالزيوت والأعشاب .
وعلى كل ينبغي أن تبين لها
فضل ومشروعية التداوي بالأدوية النبوية ، وأن تحذرها من الاستهزاء بشيء ثابت عن
النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فإن العبد يتكلم بالكلمة من سخط الله يهوي بها في نار
جهنم ، كما في الحديث الذي رواه البخاري (6477) ومسلم ( 2988) عن أبي هريرة أنه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل
بها في النار أبعد مما بين المشرق ).
وعند الترمذي (2314) ( إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما
بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط
الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه ) وصححه
الألباني في " صحيح الترمذي ".
وينبغي أن يكون الإنسان قدوة
في تحبيب السنة والأمر المحمود إلى أهله ، وأن لا يكون سلوكه منفرا من ذلك ، وأن
يراعي تقديم الحقوق والواجبات على المندوبات والمباحات ، وألا نخرج الأمور عن
مقاصدها الشرعية ؛ فالتداوي إنما يكون في حق المريض ، وبقدره ، ولا يكون شعارا على
المرء ، وعملا غالبا على حاله ، بحيث ينشغل به طول اليوم أو أكثره ؛ فهذا أيضا لا
أصل له في السنة ، ولا يظهر له ما يقتضيه من ناحية الطب .
والله أعلم .