الحمد لله.
أمر النبي صلى الله عليه وسلم الشباب بالنكاح ، صيانة للأعراض ، وحفاظا على العفة ،
ومع أنه يحمد لك حرصك على مشاعر أختك ، ومراعاتك لها ؛ فلا نوافقك على ما تفكرين
فيه من تضييع فرص الزواج منك ، لأجل حال أختك ؛ فماذا تستفيدين أو تستفيد أختك إذا
جلست أنت وهي بدون زواج حتى مضى العمر من بين أيديكم ؟
لو كان الأمر دائرا بينك وبينها ؛ بمعنى أن أمامنا خاطبا واحدا ، يريد واحدة منكما
، لكنا نفهم أن تقدمي أختك على نفسك ، لتبدأ هي بالزواج ، ثم تتزوجي أنت .
لو كانت النفقة التي عندكم تعجز عن تزويجكما ، وأمامك أنت وهي فرصتان للزواج ، فقلت
: نقدم الأخت الكبرى أولا ، لكنا نفهم ذلك ، ونقدره .
أما والحال ما ذكرت ، فلا تردي رزق الله لك ، ولا تضيعي فرصة زواجك ، لأجل أن أختك
لم يأتها رزقها بعد ، ولم تأتها الفرصة المناسبة ؛ فهذا ليس أكثر من مبالغة في
الخضوع للعادات والتقاليد ، أو مراعاة غير رشيدة لمشاعر الآخرين .
وبناء على ذلك : فنحن ننصحك بالإسراع في قبول أول فرصة مناسبة تأتيك للزواج الصالح
؛ لتعفي نفسك ، وتحصلي مقاصد الشرع في النكاح الحلال ؛ ومن يدري ؛ فلعل ذلك أن يكون
بركة وفاتحة خير على أختك هي الأخرى ، ولعل الله أن يرزقها بأفضل مما جاءك ، وأن
يعوضها من خزائن فضله على ما بذلت وواست .
وللشيخ ابن عثيمين رحمه الله
كلام طيب قريب من مسألتنا ، نذكره باختصار :
قال رحمه الله :
" لو كان الخطاب لا يخطبون إلا الصغيرة فللأب أن يزوجها ولو كان ذلك قبل تزويج
الكبيرة. والناس في هذه المسألة على ثلاثة أقسام :
قسم لا يمكن أن يزوج الصغيرة قبل الكبيرة ، ويرى أن هذا عيب وإساءة للكبيرة ، مع أن
الخطاب إنما يخطبون الصغيرة ولم يخطب منهم أحد الكبيرة ، وهذا غلط وهضم حق للصغيرة
.
القسم الثاني : مثل حال هذا الرجل يريد أن يزوج الصغيرة قبل الكبيرة وهذا أيضا
جناية .
القسم الثالث : من يتقي الله عز وجل ويزوج من خطبت سواء كانت الصغيرة أم الكبيرة ،
وهذا هو الذي أدى الأمانة وأبرأ ذمته من المسئولية ( ومن يتق الله يجعل له من أمره
يسرا ) ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب) .
وأخيرا أكرر النصيحة لأولياء أمور النساء أن يتقوا الله عز وجل فيهن وأن يراقبوا
الله وألا يمنعوا الخطاب الأكفاء من تزويجهم بمن ولاهم الله عليهن " .
انتهى "فتاوى نور على الدرب" (19/2) .
ويراجع للاستزادة جواب
السؤال رقم : (13518)
.
والله تعالى أعلم .