الحمد لله.
ثانياً :
كره بعض أهل العلم لبس الكعب العالي للمرأة ؛ لأنه يظهر مفاتنها ، مع ما يترتب على
لبسه من ضرر على القدم .
فقد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : ما حكم الإسلام في لبس الحذاء ذي
الكعب العالي ؟
فأجاب : " أقل أحواله الكراهة ؛ لأن فيه أولا : تلبيسا حيث تبدو المرأة طويلة وهي
ليست كذلك ، وثانيا : فيه خطر على المرأة من السقوط ، وثالثا : ضار صحيا كما قرر
ذلك الأطباء " انتهى من " مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 6 / 397 ) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " الكعب إذا لم يكن عالياً ملفتاً للنظر فلا
بأس به ، وإن كان عالياً ملفتاً للنظر ، فإن أقل أحواله أن يكون مكروهاً ، ولو قيل
إنه محرمٌ لكان له وجه ؛ لأنه من التبرج بالزينة ، ثم إنه حسب كلام الأطباء أنه
مضرٌ بالرِّجل لأن الله تعالى خلق الرجل متساوية ، فإذا كان الملبوس ذو كعبٍ عالٍ
لزم أن يكون العقب مرتفعاً وحينئذٍ يختل توازن الأعصاب التي في القدم فتتضرر المرأة
بذلك ، ولهذا نصيحتي لأخواتي أن يدعن هذا اللباس سواءٌ قلنا إنه مكروه أو حرام لما
فيه من الضرر البدني على المرأة " انتهى من " فتاوى نور على الدرب " .
غير أن ما سبق إنما هو في معتاد الأحوال ، وأما في مثل حالتك ، فمتى ثبت طبياً
أن تلك الآلام لا تزول إلا بلبس الكعب العالي ، فلا حرج عليك في لبسه ، مع مراعاة
ألا يكون في لبسك له تبرج بالزينة ، أو لفت لأنظار الرجال إليك ، بل تجتهدين في ستر
ذلك ، على قدر استطاعتك .
وللفائدة ينظر جواب السؤال رقم : (26812) .
ثالثاً :
تجوز الصلاة بالكعب العالي ، كما تجوز بالحذاء العادي الذي ليس له كعب ، بشرط خلو
الحذاء من النجاسة .
وقد سبق في الموقع حكم الصلاة بالنعال ، فينظر في جواب السؤال رقم : (12033) ،
وجواب السؤال رقم : (20258) .
والله أعلم