الحمد لله.
وفي صحيح مسلم (153) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّار ) .
وحيئنذ ؛ فكل من مات على
الكفر ، عمله حابط عند ربه ، لا ينفعه شيء منه عند الله في الدار الآخرة ، كما لا
ينفعه عمل عامل ، ولا شفاعة شافع ، ولا دعاء داع من الناس :
وقال تعالى عن حال أهل النار : ( وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ *
مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ * فَكُبْكِبُوا فِيهَا
هُمْ وَالْغَاوُونَ * وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ * قَالُوا وَهُمْ فِيهَا
يَخْتَصِمُونَ * تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ
بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ * فَمَا لَنَا
مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ * فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ
مُؤْمِنِينَ ) الشعراء/92-103 .
ثانيا :
تكريم المتوفى بعمل " ماراثون للجري " ليس من شريعة الله ، وإنما هو شيء أحدثه غير
المسلمين على طريقتهم في تكريم ميتهم ، وهو تكريم باطل من أساسه لا أصل له في دين
الله ، ولو كان له أصل ، فقد ذكرنا أن من مات على كفره ، لم ينتفع بشيء من العمل في
الدار الآخرة ، لم ينفع الميت لكفره وكفر من يقوم به ، فهذه ظلمات بعضها فوق بعض .
وليس في الإسلام تكريم الميت أو الاحتفال بذكراه ، إنما فيه تذكّره بالثناء عليه
والاستغفار له والدعاء له والتصدق عليه ، إلى غير ذلك من أنواع البر التي يصل
ثوابها إليه ، إذا كان قد مات على الإسلام .
ثالثا :
المسابقات في أحكام شريعة الإسلام ثلاثة أنواع :
قال ابن عثيمين رحمه الله :
المسابقة ثلاثة أقسام :
القسم الأول : حرام بعوض وبغير عوض ، كالمسابقة على الشيء المحرم .
القسم الثاني : حلال بغير عوض حرام بعوض ، كالمسابقة على الأقدام ونحوها مما هو
حلال المسابقة عليها .
القسم الثالث : حلال بعوض وبغير عوض ، كالمسابقة في النصل والخف والحافر "
انتهى بتصرف من "فتاوى نور على الدرب" (9/311) .
وينظر جواب السؤال رقم : (114530)
، ورقم : (131652)
، ورقم : (153574)
.
والخلاصة :
أنه لا يشرع المشاركة في تكريم ميت من أهل الكفر ، أو إحياء ذكراه ، فإن لم يمكنك
أن تمنعي ذلك ، فعلى الأقل : لا تشاركي أنت في ذلك ، واجتهدي في الاعتذار لأسرتك
بما يمكنك من ذلك ، ويجنبك الصدام معهم ؛ فإن قدروا لك مشاعرك الدينية ، فبها ونعمت
، وإلا ، فاعتذري لهم بأي عذر يمكنهم قبوله منك .
والله أعلم .