الحمد لله.
وعلماء الجرح والتعديل
ينظرون في حال الراوي من حيث ضبطه وإتقانه ، أو عدم ذلك ، ومن حيث أمانته فيما
يرويه ، أو عدمها .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في مقدمة "التقريب" (ص74-75) :
قال الذهبي رحمه الله :
" أعلى العبارات في الرواة المقبولين: ثبت حجة، وثبت حافظ، وثقة متقن،
وثقة ثقة، ثم ثقة صدوق، ولا بأس به، وليس به بأس، ثم محله الصدق، وجيد الحديث،
وصالح الحديث، وشيخ وسط، وشيخ حسن الحديث، وصدوق إن شاء الله، وصويلح، ونحو ذلك.
وأردى عبارات الجرح: دجال كذاب. أو وضاع يضع الحديث. ثم متهم بالكذب.
ومتفق على تركه، ثم متروك ليس بثقة، وسكتوا عنه، وذاهب الحديث. وفيه نظر، وهالك ،
وساقط، ثم واه بمرة، وليس بشيء، وضعيف جدا، وضعفوه، وضعيف، وواه، ومنكر الحديث،
ونحو ذلك.
ثم : يضعف، وفيه ضعف، وقد ضعف، ليس بالقوي، ليس بحجة ، ليس بذاك، يعرف وينكر، فيه
مقال، تكلم فيه، لين، سيئ الحفظ، لا يحتج به. اختلف فيه، صدوق لكنه مبتدع.
ونحو ذلك من العبارات التي تدل بوضعها على اطراح الراوي بالأصالة، أو على ضعفه، أو
على التوقف فيه، أو على جواز أن يحتج به مع لين ما فيه " .
"ميزان الاعتدال" (1/ 4)
فمن أمثلة أقوال علماء الجرح
والتعديل في الجرح خاصة :
- قولهم : فلان ضعيف لسوء حفظه أو لكثرة وهمه ، مثاله : حُديج بن معاوية ، قال
النسائي ضعيف . وقال الدارقطني غلب عليه الوهم . وقال البزار : سيء الحفظ.
ينظر : "تهذيب التهذيب" (2/ 218)
- قولهم : كان يقبل التلقين ، فيلقنه الناس ما ليس من حديثه فيرويه . مثاله : سويد
بن سعيد ، قال البخاري كان قد عمي فيلقن ما ليس من حديثه . وقال صالح بن محمد: صدوق
إلا أنه كان عمي فكان يلقن أحاديث ليس من حديثه .
ينظر : "تهذيب التهذيب" (4/ 273)
- قولهم : لا يحتج به ، وحديثه في الغالب ضعيف ، مثاله : أحمد بن الخليل البغدادي .
قال الدارقطني: ضعيف لا يحتج به.
ينظر : "ميزان الاعتدال" (1/ 96) .
- قولهم : منكر الحديث أو متروك الحديث أو ضعيف جدا أو ليس بشيء أو واه .
وتقال غالبا في الضعيف جدا الذي لا يعتبر حديثه لكثرة مخالفته الثقات ، وكونه يجيء
بما لا يعرف من الحديث ، مثاله : إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأنصاري ، قال
ابن معين: ليس بشيء, وقال البخاري: منكر الحديث, وقال الدارقطني: متروك .
ينظر : "تهذيب التهذيب" (1/ 104)
- قولهم : مدلس ، ولا يحتج بحديث المدلس حتى يصرح بالسماع ، مثاله : بقية بن الوليد
، وهو مشهور بالتدليس ، قال النسائي: "إذا قال حدثنا وأخبرنا فهو ثقة ، وإذا قال عن
فلان فلا يؤخذ عنه لأنه لا يدري عمن أخذه .
ينظر : "تهذيب التهذيب" (1/ 475)
- قولهم : كذاب أو وضاع أو متهم بالوضع . مثاله : سليمان بن عيسى بن نجيح السجزى.
قال أبو حاتم والجوزجاني : كذاب ، وقال ابن عدي: يضع الحديث .
ينظر : "ميزان الاعتدال" (2/ 218)
- قولهم : أكذب الناس ، أو دجال . وهذه أردأ منازل الجرح ، وحديث صاحبها باطل موضوع
، مثاله : إسحاق بن نجيح الملطي ، قال ابن معين: كذاب ، عدو الله ، رجل سوء خبيث ،
وقال ابن حبان: دجال من الدجاجلة يضع الحديث صراحا . وقال الجوزجاني: كذاب وضاع لا
يجوز قبول خبره ولا الاحتجاج بحديثه ويجب بيان أمره ، وقال أبو سعيد النقاش: مشهور
بوضع الحديث . وقال ابن طاهر: دجال كذاب .
ينظر : "تهذيب التهذيب" (1/ 252)
ويراجع لمزيد العلم والمعرفة
في ذلك :
- قاعدة في الجرح والتعديل لتاج الدين السبكي .
- اختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير .
- نخبة الفكر للحافظ ابن حجر .
- ألفية السيوطي لجلال الدين السيوطي .
- قواعد التحديث لجمال الدين القاسمي .
- تيسير مصطلح الحديث لمحمود الطحان .
- خلاصة التأصيل لعلم الجرح والتعديل لحاتم العوني .
- عناية العلماء بالإسناد وعلم الجرح والتعديل لصالح الرفاعي .
والله تعالى أعلم .
يراجع للاستزادة جواب السؤال رقم :(144426)
.