الحمد لله.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : " وَدَّعَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ الَّذِي لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ ) رواه ابن ماجة (2825) وغيره ، وصححه الألباني .
وعن أنس رضي الله قَالَ : " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ سَفَرًا فَزَوِّدْنِي قَالَ: ( زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقْوَى ) ، قَالَ زِدْنِي قَالَ: ( وَغَفَرَ ذَنْبَكَ ) ، قَالَ زِدْنِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي قَالَ: ( وَيَسَّرَ لَكَ الْخَيْرَ حَيْثُمَا كُنْتَ ) رواه الترمذي (3444) ، وصححه الشيخ الألباني.
وعَنْ سَالِمٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا : " ادْنُ مِنِّي أُوَدِّعْكَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوَدِّعُنَا ، فَيَقُولُ : ( أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ ) " .
رواه الترمذي (3443) وصححه ، وصححه الألباني .
فهذه أدعية المقيم للمسافر .
وأما دعاء المسافر للمقيم ، فالذي وقفنا عليه في ذلك : ما رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (516) ، عن موسى بن وردان ، قال أبو هريرة : " ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
إذا أردت سفرا ، أو تخرج مكانا تقول لأهلك : أستودعكم الله الذي لا يخيب ودائعه " .
وفي إسناده ابن لهيعة ، وهو ضعيف ، سيء الحفظ .
وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في " الصحيحة" (16) ، وينظر أيضا : "السلسلة الضعيفة" (1470) .
ولو قال لمن يودعه : "جزاك الله خيرا " ، أو دعا له بخير ، فهو حسن مشروع ، إن شاء الله .
قال النووي رحمه الله : " ويستحب أن يودع أهله وأقاربه وأصحابه وجيرانه ، ويسألهم الدعاء له ويدعو لهم " انتهى من " الأذكار" (217) .
ثانياً:
وأما رفع الصوت بذلك الدعاء ، بقدر ما جرت به العادة ؛ بحيث يسمع صاحبه : فالأحاديث السابقة تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يسمع من يودعهم دعاءه لهم ، وهكذا كان يفعل ابن عمر ، وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
والله أعلم .