وأنا جداً محتارة أغيره أم لا ؟
الحمد لله.
قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله : " الاسم عنوان المسمى ، ودليل
عليه ، وضرورة للتفاهم معه ، ومنه ، وإليه ، وهو للمولود زينة ووعاء وشعار يدعى به
في الآخرة والأولى ، وتنويه بالدين ، وإشعار بأنه من أهله - وانظر إلى من يدخل في
دين الله ( الإسلام ) كيف يغير اسمه إلى اسم شرعي ، لأنه له شعار - ثم هو رمز يعبر
عن هوية والده ، ومعيار دقيق لديانته ، وهو في طبائع الناس له اعتباراته ودلالاته ،
فهو عندهم كالثوب ، إن قصر شان ، وإن طال شان .
ولهذا صار من يملك حق التسمية ( الأب ) مأسوراً في قالب الشريعة ولسانها العربي
المبين ، حتى لا يجني على مولوده باسم يشينه " انتهى من " تسمية المولود " (ص/1) .
وقال – أيضاً - رحمه الله : " يجب على الأب اختيار الاسم الحسن في اللفظ والمعنى
، في قالب النظر الشرعي واللسان العربي ، فيكون : حسناً ، عذباً في اللسان ،
مقبولاً للأسماع ، يحمل معنى شريفاً كريماً ، ووصفاً خالياً مما دلت الشريعة على
تحريمه أو كراهته ".
انتهى من " تسمية المولود " (ص/13) .
ثانياً :
المعنى الذي ذكرته تلك المرأة من أن ريماس من الرمس ، وأن الرمس معناه تراب القبر
وظلمته ، ليس عليه دليل من كلام أهل اللغة ، والمذكور في كتبهم إنما هو الرمس .
فقد جاء في " القاموس المحيط " (ص/708) : " ( الرمس ) : كتمان الخبر والدفن والقبر
، كالمرمس والراموس " انتهى .
وفي " لسان العرب " (6/101) : " ( رمس ) الرَّمْسُ الصوت الخَفِيُّ ... ، وأَصلُ
الرَّمْسِ الستر والتغطية ، ويقال لما يُحْثَى من التراب على القبر : رَمْسٌ ،
والقبر نفسُه رَمْسٌ " انتهى.
وأما ( ريماس ) فغير مذكور في كتبهم ، وهذا يدل على أنه اسم أعجمي وليس عربياً .
والأسماء الأعجمية إذا عرف معناها ، ولم يكن فيها محذور شرعي ، فلا حرج في التسمية
بها ، وإن كان الأولى بالمسلم العربي أن يسمي بالأسماء العربية المعروفة .
فعلى هذا ، لا يلزمكِ تغيير اسم ابنتك ( ريماس ) ؛ أولاً : لأنه لا يظهر فيه
محذور شرعي لذاته ، وثانياً : حتى لو ثبت أنه أعجمي ، فتغييره ليس على سبيل الوجوب
، إنما هو مستحب .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : " لا يلزمه تغيير اسمه إلا إن كان معبَّداً لغير
الله ، ولكن تحسينه مشروع ، فكونه يحسِّن اسمه من أسماء أعجمية إلى أسماء إسلامية :
هذا طيب ، أما الواجب : فلا " انتهى من " مجموع فتاوى ابن باز " (18/55) .
والله أعلم .