الحمد لله.
والحاصل من ذلك أن هذه الكلمة وضعت لطلب الاستجابة وقبول الدعاء ، فإن زيد قبله ( اللهم ) أو زيد بعده ( يا رب ) ونحو ذلك : فالأمر فيه واسع إن شاء الله ، وقد جرى مثل ذلك على ألسنة كثير من أهل العلم ، ولا نعلم أن أحدا أنكره ، أو بين حجة في ذلك .
على ألا تكون تلك الزيادة في الصلاة ؛ فإن مدار أمرها على الذكر الوارد ، ولم
يرد زيادة ذلك في الصلاة .
روى البخاري (780) ،ومسلم (410) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِذَا أَمَّنَ الإِمَامُ ، فَأَمِّنُوا ،
فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ المَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا
تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) .
وروى ابن خزيمة (574) عَنْ عَائِشَةَ عن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قال : ( إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ حُسَّدٌ ، وَهُمْ لَا يَحْسُدُونَا عَلَى شَيْءٍ
كَمَا يَحْسُدُونَا عَلَى السَّلَامِ ، وَعَلَى آمِينَ ) وصححه الألباني في "
الصحيحة " (691) .
، وكلمة " آمين " بمجردها : تفيد معنى : اللهم استجب ، وتغني عنها
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله :
" وَمَعْنَى آمِينَ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لَنَا دُعَاءَنَا ،
وَهُوَ خَارِجٌ على قول القارئ (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ
الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) إِلَى قَوْلِهِ (وَلَا الضَّالِّينَ) فَهَذَا
هُوَ الدُّعَاءُ الَّذِي يَقَعُ عَلَيْهِ التَّأْمِينُ ، أَلَا تَرَى إِلَى
قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في حَدِيثُ سُمَيٍّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ : ( إِذَا قَالَ الْإِمَامُ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا
الضالين فقولوا آمين ) فكأن القارئ يَقُولُ : اللَّهُمَّ اهْدِنَا الصِّرَاطَ
الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ
عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ، اللَّهُمَّ آمِينَ . وَهَذَا بَيِّنٌ وَاضِحٌ
يُغْنِي عَنِ الْإِكْثَارِ فِيهِ " انتهى من " التمهيد " (7/ 9-10) .
وراجع للفائدة جواب السؤال رقم : (93733) ، (164365) .
والله أعلم .