الحمد لله.
نسأل الله لها العافية .
هذا الذي تتحدث عنه من أعراض المس الشيطاني ، ونبشرك ، فإن علاج الأمر يسير ، ولكن
يحتاج إلى حكمة وصبر ومراعاة المطلوب بدقة .
اعلم أن مثل هذه الأحوال التي تعتري أحيانا المسلم أو المسلمة هي من كيد الشيطان ،
وكيد الشيطان كيد ضعيف ، يرده المسلم بإيمان قوي وعزيمة صادقة وإخلاص لله .
وليس هناك من داء إلا وجعل الله له دواء ، وأيسر الأدواء ما كان دواؤه في الشرع
الحنيف ، لأن دواء الشرع دواء نافع حاسم ميسور لكل مسلم .
فالواجب على هذه الأخت أن تحافظ على فرائض الله من صلاة وصيام وزكاة وغير ذلك ، وأن
تتقرب إلى الله تعالى بمزيد الطاعة والعبادة ، وتتضرع إليه سبحانه بالليل والنهار ،
وخاصة في أوقات الإجابة ، وعليها أن تبتعد بالكلية عن معصية الله ، وتحافظ على
أذكار الصلوات ، وأذكار الصباح والمساء ، وأذكار النوم والاستيقاظ ، وليكن لها قسط
من صلاة الليل ، قدر ما تطيق ، وتلجأ إلى الله في الثلث الأخير ، متضرعة إليه ليكشف
عنها السوء .
كما يستحب لها الرقية
الشرعية ، وهذا من أنفع العلاج ، وخاصة إذا نفرت من العبادة أو تعسرت عليها ،
فيُقرأ عليها القرآن ، وخاصة الفاتحة والبقرة والمعوذات ، وتكثر من سماعه بالليل
والنهار ، وتصبر وتحتسب ، وتحسن الظن بالله .
وننصحك بالبعد عنها فترة
كافية ، فإن ذلك يبعث في نفسها بالقوة الشوق إليك ، ويكسر حاجز الخوف والنفور منك ،
بخلاف تواجدك معها بصورة دائمة ، فإنها تفقد معها الاشتياق وطلب الاستئناس ، وهذا
أيضا من خطوات العلاج .
وننصحك بالتريث في أمرك ،
وتأجيل الدخول بها ، إلى أن يتم الشفاء ، أو يظهر تحسنها واستجابتها للعلاج .
فإذا لم يتغير في الأمر شيء ، فننصحك بأن تعيد النظر في الدخول بها ، فهذا أيسر من
ألا يحصل بينكما توفيق ، أو تبقى حياتكما في شقاق ، وربما تنتهي بعد ذلك بالفراق .
وينظر للفائدة والاستزادة جواب السؤال رقم : (240)
، (9432) ، (12918)
.
والله تعالى أعلم .