الحمد لله.
وروى الترمذي (593) عن عبد
الله بن مسعود رضي الله عنه قال : " كنت أصلي ، والنبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر
وعمر معه ، فلما جلست بدأت بالثناء على الله ، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه
وسلم ، ثم دعوت لنفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( سَلْ تُعْطَهْ ، سَلْ
تُعْطَهْ ) ، وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله .
وينظر للفائدة إلى السؤال
رقم : (36902) ففيه ذكر لبعض آداب الدعاء
.
ثانياً :
الصلاة من أولها إلى آخرها ، مشتملة على الحمد والثناء على الله ، كما أنها مشتملة
على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، كما في التشهد الأخير ، بل التشهد
الأخير مشتمل على الثناء والتمجيد لله جل وعلا ، كما أنه مشتمل على الصلاة على
النبي صلى الله عليه وسلم ، وعليه ، فلا يحتاج الداعي بعد فراغه من تشهده ، بل :
ولا يشرع له : أن يقدم بين يدي دعائه تمجيدا أو حمدا ، زائدا عما حصل منه في تشهده
؛ بل يشرع في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، كما هو تعلم ، ثم يتخير من
الدعاء أعجبه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله : " ولهذا كان التشهد ثناء على الله عز وجل . وقال في آخره ثم ليتخير من
المسألة ما شاء . والأدعية الشرعية هي بعد التشهد ؛ لم يشرع الدعاء في القعود قبل
التشهد ؛ بل قدم الثناء على الدعاء وفي حديث الذي دعا قبل الثناء قال النبي صلى
الله عليه وسلم " عجل هذا " انتهى من " مجموع الفتاوى " (22/377) .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين :
من أسباب إجابة الدعاء أن يفتتح بالحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله ، فهل
الأفضل القيام بذلك عند الدعاء بعد التشهد في الصلاة وفي السجود أيضاً ؟
فأجاب رحمه الله : " ....
الصلاة كلها ثناء ، في التشهد الأخير الذي هو محل الدعاء ، فيه ثناء على الله ،
وصلاة على رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فهو يبتدئ التشهد بالتحيات لله
والصلوات والطيبات ، وهذا ثناء على الله ، ثم يسلم على النبي صلى الله عليه وعلى
آله وسلم ، ثم على نفسه وعلى عباد الله الصالحين ، ثم يصلى على النبي صلى الله عليه
وسلم ، فلا يحتاج بعد ذلك إلى صيغة معينة في الحمد والثناء على الله ، أو في الصلاة
على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، بل إذا فرغ من قوله : ( أعوذ بالله من
عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ) دعا
بما أراد " .
انتهى من " فتاوى نور على الدرب – لابن عثيمين " .
وقال الشيخ عبد المحسن
العباد حفظه الله : " يعني : من أسباب قبول الدعاء أن يمهد قبله بحمد الله والثناء
عليه ، والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم .... ، ثم أيضاً فيما يتعلق بالصلاة
أن التشهد يسبق السلام ، وهو مشتمل على حمد الله والثناء عليه ، فقوله : ( التحيات
لله والصلوات والطيبات ) حمد وثناء على الله عز وجل ، وبعدها : ( أشهد أن لا إله
إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ) ثم بعد ذلك الصلاة على النبي صلى الله
عليه وسلم ، ثم بعد ذلك الدعاء ، ففيه تمهيد للدعاء ، والنبي صلى الله عليه وسلم في
هذا الحديث أرشد المسلم أن يجمع في صلاته بين التمجيد والثناء على الله ، ثم الصلاة
على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ، ثم الدعاء بما أحب بعد ذلك ، فيكون قد
مهد لدعائه بثناء على الله ، وبصلاة وسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
انتهى من " شرح سنن أبي داود - للشيخ عبد المحسن العباد ".
والله أعلم .