الحمد لله.
وقال النبي صلى الله عليه
وسلم : ( لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ
لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ ، تَغْدُو خِمَاصًا ، وَتَرُوحُ بِطَانًا )
رواه الترمذي (2344) ، وابن ماجه (4164) ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي ".
فذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يرزق الناس كما يرزق الطير ، غير أنه
صلى الله عليه وسلم ذكر أن الطير تعمل وتسعى في طلب الرزق فقال : ( تَغْدُو... ) ؛
فكذلك الإنسان عليه أن يعمل ويطلب الرزق ، وسوف يأتيه ما قدَّره الله له ، وقد قال
الله تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ
مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ
اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) الطلاق/2-3
.
فإذا بذل الإنسان وسعه وطاقته ، ولم يأته ما يكفيه من الرزق : فالواجب عليه هنا أن يسلم للقَدَر ، ويستمر في العمل ، فإنه لا يدري متى يفتح الله تعالى له خزائنه ؟
والله تعالى له الحكمة في توسعة الرزق على من يشاء ، أو تضييقه على من يشاء ؛ قال الله تعالى : (يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ) الرعد /26 .
وقد رزقك الله تعالى من
الميراث ومن مدخراتك ما تنفقه على نفسك ، وهذا رزق طيب من الله ، قد وصل إليك .
وقد تنفد تلك المدخرات والميراث ، وقد لا تنفد ، وقد تزيد ، وقد تنقص ، لا أحد يعلم
ذلك إلا الله ؛ لكن الذي نعلمه يقينا أن كل إنسان سيأتيه رزقه الذي قدَّره الله
تعالى ، وأنه يجب عليه – شرعا – أن يبذل الأسباب الملائمة لنيل رزقه ، بحسب وسعه
وطاقته ، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
نسأل الله تعالى أن يوسع عليك رزقه وأن يوفقك لكل خير.
والله أعلم .