الحمد لله.
أولا :
لا نعلم في نصوص الشرع ما يدل على أن قراءة أواخر سورة الفتح لها فضل مخصوص ، لا في
الزواج ولا في غيره ، فالقول بأن قراءة أواخر هذه السورة ييسر الله به الزواج
للمرأة ، ويجمع لها به الخير كله : قول بلا دليل ، فهو من التقول على الله ورسوله ،
ومن الإحداث في دين الله ، وعلى من يريد سعادة الدارين من ذكر أو أنثى أن يتقي الله
تعالى في سره وعلنه ، وأن يكون قائما على طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم
، مسارعا في الخيرات ، مجتنبا للمحرمات ، متوكلا على ربه ، حسن الظن به ، قال الله
تعالى :
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ
حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ) النحل/ 97 .
قال ابن كثير رحمه الله :
" هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحا - وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنة
نبيه من ذكر أو أنثى من بني آدم ، وقلبه مؤمن بالله ورسوله ، وأن هذا العمل المأمور
به مشروع من عند الله - بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا، وأن يجزيه بأحسن ما
عمله في الدار الآخرة.
والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت" انتهى من"تفسير ابن كثير" (4
/601) .
وقال تعالى : (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ
يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ
فَضْلَهُ) هود/ 3 .
قال ابن القيم رحمه الله :
" فبين سبحانه أنه يسعد المحسن بإحسانه في الدنيا وفي الآخرة ، كما أخبر أنه يشقى
المسيء بإساءته في الدنيا والآخرة " انتهى من "إغاثة اللهفان" (1 /23) .
وقال تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ
حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) الطلاق/2-3، فتقوى الله سبب هام من أسباب الرزق .
وينظر جواب السؤال رقم : (110715) .
فعلى من أرادت الخير لنفسها ، وأن يرزقها الله تعالى الزوج الصالح ، والذرية
الصالحة : أن تحقق تقوى الله تعالى ، وتكثر من العمل الصالح ، وتحسن الظن بالله ،
وتكثر من الدعاء والتضرع ، ولا تيأس من رحمة الله .
ثم بعد ذلك تسلم لأمر الله تعالى وترضى به ، وتعلم أن الله تعالى لن يقدر لها إلا
الخير .
فقد يريد العبد شيئا فيصرفه الله عنه أو يؤخره ، لأن الله يعلم أن ذلك خير له وأصلح
.
قال الله تعالى : ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ
لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة / 216 .
والله تعالى أعلم .