الحمد لله.
وهذا فيما يظهر للعبد أن فيه مصلحته، كالرحمة والعافية والمغفرة والرزق بالولد الصالح ونحو ذلك ، من خير الدنيا والآخرة .
أما إذا كان لا يعلم هل حصول الأمر خيرٌ له أم لا، فهنا يشرع له أن يقول : اللهم إن كان هذا الأمر خير لي فيسّره لي ويسّر لي أسبابه، وإن كان شرا لي فاصرفه عني.. كما في دعاء الاستخارة ، وكما في الدعاء الذي ذكرته السائلة في سؤالها: أن يختار الله لها، ويدبر لها أمرها.
يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار (1 /
175): "... ولهذا قال في آخر الحديث: (فإن كان لا بد فاعلاُ فليقل اللهم أحيني إذا
كانت الحياة خيراً لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي) ،
فيجعل العبد الأمر مفوضاً إلى ربه الذي يعلم ما فيه الخير والصلاح له، الذي يعلم من
مصالح عبده ما لا يعلم العبد، ويريد له من الخير ما لا يريده، ويلطف به في بلائه
كما يلطف به في نعمائه.
والفرق بين هذا وبين قوله صلّى الله عليه وسلم: (لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن
شئت. اللهم ارحمني إن شئت. ولكن ليعزم المسألة؛ فإن الله لا مكره له): أن المذكور
في هذا الحديث الذي فيه التعليق بعلم الله وإرادته: هو في الأمور المعيّنة التي لا
يدري العبد من عاقبتها ومصلحتها.
وأما المذكور في الحديث الآخر: فهي الأمور التي يعلم مصلحتها ، بل ضرورتها ، وحاجة
كل عبد إليها. وهي مغفرة الله ورحمته ونحوها. فإن العبد يسألها ويطلبها من ربه
طلباً جازماً، لا معلقاً بالمشيئة وغيرها؛ لأنه مأمور ومحتم عليه السعي فيها، وفي
جميع ما يتوسل به إليها" انتهى.
وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم (36902)
ورقم (105366) .
والحاصل :
أنه لا حرج عليك ، بل يشرع لك أن تدعي ربك بالذرية الصالحة ، وبما أحببت من خير
الدنيا والآخرة، وأن يبارك لك في رزقك وولدك ، ويجعله لك بلاغا إلى رحمة أرحم
الراحمين ورضوانه.
والله أعلم.