الحمد لله.
أولا :
هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ، من أبطال الإسلام الشجعان ، وقد ذكره في الصحابة غير واحد ، قال الحافظ في ترجمته:
" الشّجاع المشهور المعروف بالمِرقال، ابن أخي سعد بن أبي وقاص.
قال الدّولابيّ: لقب بالمرقال، لأنه كان يَرقُل في الحرب، أي يُسرع، من الإرقال، وهو ضرب من العدو. وقال ابن الكلبيّ وابن حبّان: له صحبة " انتهى من "الإصابة" (6/ 404) .
وقال الذهبي رحمه الله :
" وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَشَهِدَ يَوْمَ اليَرْمُوْكِ؛ فَذَهَبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَئِذٍ، وَشَهِدَ فُتُوحَ دِمَشْقَ، وَكَانَ مَعَهُ رَايَةُ عَلِيٍّ يَوْمَ صِفِّيْنَ، فقُتِلَ يَوْمَئِذٍ. وَكَانَ مَوْصُوَفاً بِالشَّجَاعَةِ وَالإِقدَامِ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
وَبَعْضُهُم عدَّه فِي الصَّحَابَةِ بِاعْتِبَارِ إِدْرَاكِ زمن النبوة " .
انتهى من "سير أعلام النبلاء" (4/ 230) .
ثانيا :
هذه القصة المذكورة رواها الطبري في "تاريخه" (3/ 622)، فقال :
كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ، عَنْ شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة والمهلب وَعَمْرٍو وَسَعِيدٍ وَالنَّضْرِ، عَنِ ابْنِ الرُّفَيْلِ، قَالُوا: ثُمَّ إِنَّ سَعْدًا قَدِمَ زَهْرَةَ إِلَى بَهُرَسِيرَ، فَمَضَى زَهْرَةُ مِنْ كُوثَى فِي الْمُقَدِّمَاتِ حَتَّى ينزل بهرسير، وقد تلقاه شيرزاد بِسَابَاطَ بِالصُّلْحِ وَتَأْدِيَةِ الْجَزَاءِ، فَأَمْضَاهُ إِلَى سَعْدٍ، فَأَقْبَلَ مَعَهُ وَتَبِعَتْهِ الْمُجَنِّبَاتُ، وَخَرَجَ هَاشِمٌ، وَخَرَجَ سَعْدٌ فِي أَثَرِهِ، وَقَدْ فَلَّ زَهْرَةُ كَتِيبَةَ كِسْرَى بُورَانَ حَوْلَ الْمُظْلِمِ، وَانْتَهَى هَاشِمٌ إِلَى مُظْلِمِ سَابَاطَ، وَوَقَفَ لِسَعْدٍ حَتَّى لَحِقَ بِهِ، فَوَافَقَ ذَلِكَ رُجُوعَ الْمُقَرَّطِ، أَسَدٍ كَانَ لِكِسْرَى قَدْ أَلِفَهُ وَتَخَيَّرَهُ مِنْ أُسُودِ الْمُظْلِمِ، وَكَانَتْ بِهِ كَتَائِبُ كِسْرَى الَّتِي تُدْعَى بُورَانَ، وَكَانُوا يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ كُلَّ يَوْمٍ: لا يَزُولُ مُلْكُ فَارِسَ مَا عِشْنَا-، فَبَادَرَ الْمُقَرَّطُ النَّاسَ حِينَ انْتَهَى إِلَيْهِمْ سَعْدٌ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ هَاشِمٌ فَقَتَلَهُ، وَسَمَّيَ سَيْفَهُ الْمَتْنَ، فَقَبَّلَ سَعْدٌ رَأْسَ هَاشِمٍ، وَقَبَّلَ هَاشِمٌ قَدَمَ سَعْدٍ"
وقد ذكر هذه القصة ابن كثير في "تاريخه" (7/ 61) فقال :
" قَالُوا: ثُمَّ قَدَّمَ سَعْدٌ زُهْرَةَ بَيْنَ يَدَيْهِ من كوثى إلى نهر شير فَمَضَى إِلَى الْمُقَدِّمَةِ، وَقَدْ تَلَقَّاهُ شِيرْزَاذُ إِلَى سَابَاطَ بِالصُّلْحِ وَالْجِزْيَةِ، فَبَعَثَهُ إِلَى سَعْدٍ فَأَمْضَاهُ، وَوَصَلَ سَعْدٌ بِالْجُنُودِ إِلَى مَكَانٍ يُقَالُ لَهُ مظلم ساباط، فوجدوا لك كَتَائِبَ كَثِيرَةً لِكِسْرَى يُسَمُّونَهَا بُورَانَ، وَهُمْ يُقْسِمُونَ كُلَّ يَوْمٍ لَا يَزُولُ مُلْكُ فَارِسَ مَا عِشْنَا، وَمَعَهُمْ أَسَدٌ كَبِيرٌ لِكِسْرَى يُقَالُ لَهُ الْمُقَرَّطُ، قَدْ أَرْصَدُوهُ فِي طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ ابْنُ أَخِي سَعْدٍ، وَهُوَ هَاشِمُ بْنُ عُتْبَةَ، فَقَتَلَ الْأَسَدَ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ، وَسُمِّيَ يَوْمَئِذٍ سَيْفُهُ الْمَتِينَ وَقَبَّلَ سَعْدٌ يَوْمَئِذٍ رَأَسَ هَاشِمٍ، وَقَبَّلَ هَاشِمٌ قَدَمَ سَعْدٍ " .
وإسناد هذه القصة واه :
أولا : سيف ، وهو ابن عمر التميمي ، متروك متهم ، قال ابن حبان : اتهم بالزندقة ، يروى الموضوعات عن الأثبات . وقال الحاكم : اتهم بالزندقة وهو في الرواية ساقط . وقال أبو حاتم والدارقطني: متروك الحديث . وقال أبو داود: ليس بشيء.
"المجروحين" (1 /345) ، "تهذيب التهذيب" (4/260)
ثانيا : شعيب ، وهو ابن إبراهيم الكوفي ، قال الذهبي :
" راوية كتب سيف عنه، فيه جهالة " .
"ميزان الاعتدال" (2/ 275)
والله أعلم .