الحمد لله.
فإن هذه الحديث الذي ذكره السائل الكريم لا أصل له ، ولم يرو بإسناد مطلقا .
وإنما ذكره محمد مهدي الحائري في "شجرة طوبى" (1/223) بدون إسناد ، وهذا الكتاب من كتب الشيعة ، وهو مليء بالأكاذيب ، ومؤلفه توفي في القرن الماضي ، وليس له إسناد أصلا .
ثم إنه فضلا عن ركاكة الألفاظ ففي متن الحديث بعض المعاني المنكرة الباطلة ، وذلك لما يلي:
أولا : وصية خديجة رضي الله عنها بفاطمة فقط ، فكيف يكون هذا ومعلوم أن خديجة رضي الله عنها أنجبت من رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية وزينب وأم كلثوم وفاطمة رضي الله عنهن ، فهل يصح أن توصي خديجة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بفاطمة فقط دون أخواتها !
ثانيا : قولها أنها تريد الرداء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسه عند نزول الوحي ، فهذا أيضا منكر ، فإنه لم يثبت قط أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له رداء خاص يلبسه عند نزول الوحي ، بل إن الوحي كان ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم حضرا وسفرا .
وأما وقت وفاتها فقد اختلف أهل العلم في تعيينه ، وأشهر هذه الأقوال أنها توفيت قبل الهجرة بثلاث سنوات ، قبل المعراج ، وقيل : أنها توفيت في رمضان ، انظر "الإصابة في تمييز الصحابة" (8/103) لابن حجر رحمه الله .
وأما كون أنها دفنت بالحجون ، فهذا مشهور عند أهل السير ، ذكر ذلك ابن إسحاق كما في "المستدرك للحاكم" (4837) ، والطبري في "تاريخه" (11/493) والذهبي في "تاريخ الإسلام" (1/152) .
وختاما : فإن منزلة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنه عند النبي صلى الله عليه وسلم عظيمة جليلة ، ولا نحتاج لإثباتها هذه الأحاديث المكذوبة المنكرة .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم (264320).
والله أعلم .