ظهر في أيامنا هذه ما يعرف بالطب البديل ، ومن أنواعه ما اسمه العلاج بالطاقة ، أو ما يعرف كذلك باسم الريكي أو شيء من هذا القبيل ، وقد أصبح يدرس لدينا في دورات تدريبية بشهادات عالمية كذلك ، وبما إنني مهتمة بهذا المجال أردت أن أتعلمه صدقا ، لكن وجدت في نفسي ريبة منه ، فارتأيت أن أبحث عن ماهيته ، فوجدت أنه علاج قائم على الانحراف العقائدي ، وأيضا أن ما يسمونه البوذا لا حول ولا قوة إلا بالله هي ديانة ، ولن يحصل هذا التداوي ، وهذا النفع منه إلا إذا كان المرء بوذيا ـ والعياذ بالله ـ أي أن العلاج بالطاقة هذه حرام بالإجماع ؛ لأنه دعوة بالأساس إلى الشرك ، لكنني أردت التاكد أكثر ، فقد ذكرت لكم من قبل أنه علم يدرس حاليا لدينا بشكل منفصل ، ويتخرج منه المتدرب بشهادة عالمية في هذا المجال ، فأردت أن أسال الأستاذ القائم على هذه الدورة ... ، فرد علي هذا الأخير قائلا : وعليكم السلام أهلا ، في رأيك لو كان حراما أو مبنيا على ما قرأتي في النت سأدربه وأعلمه للاخرين ؟ فيه معلومات كثيرة مغلوطة موجودة في الإنترنت ، هذه العلوم ليست موضوعا واحدا ، ولعلك تعرفي واحدا منها الحجامة ليست اختراعا إسلاميا ، وهو من العلاجات التي تعتمد على الطاقة ، والإبر الصينية فرع آخر من علوم الطاقة ، وتم الاعتراف بها من قبل منظمة الصحة العالمية في السبعينات ، وما سيتم تدريسه في شهر ديسمبر يعتمد على طاقة الجسم ، وكيف نستغلها في العلاج ، مثلما يعرف الممارس للفنون القتالية كيف يتحكم في طاقته من أجل القتال أو الدفاع عن النفس ، ولا يمكن شرح كل شيء هنا ، ولكن أحببت أن أقرب لك الفكرة ، إن ارتاحت نفسك فاحضري الدورة مثلما حضرها قبلك أطباء ، ورقاة وشيوخ دين ، وأساتذة ، ومعالجين، وغيرهم ، ولم يجدوا فيها حرجا. فما حكمه ؟ وهل إذا تم إزالة علة التحريم يمكن تعلمه ؟
الحمد لله.
العلاج بالطاقة الحيوية من العلاجات الحديثة القائمة على الدجل والشعوذة لأكل أموال الناس بالباطل ، وهو علاج له أصوله البوذية القائمة على الخرافة .
وقد تصدَّت الدكتور فوز كردي - حفظها الله - لكثير من هذه العلاجات بالنقد والنقض في مقالاتها المنتشرة ، وفي موقعها الخاص ، ثم في رسالتها للدكتوراه والتي كانت بعنوان " المذاهب الفلسفية الإلحادية الروحية وتطبيقاتها المعاصرة " .
وقد نقلنا شيئا من كلامها في جواب السؤال رقم : (178938) ، ورقم : (219222) .
وتجدين فيه بيان " العلاج بالريكي "، و "العلاج بالتشي كونغ"، وأنها ممارسات وثنية يختلط فيها الدجل بالشعوذة والسحر ، وإن ادعى أصحابها تنمية القوى البشرية أو المعالجة النفسية .
وينبغي أن تعلمي أن هذا الأمر شديد التحريم، عظيم الخطر، وأن العالم اليوم يشهد دعوة نشطة للبوذية، تتستر بالعلاج والرياضة.
ولا مقارنة بين هذه الطقوس الوثنية، والشعوذة، وبين الحجامة، التي تقوم على استخراج الدم.
وأما الإبر الصينية، ففيها تفصيل:
1- فإن اقتصر الأمر على وخز أماكن معينة بالبدن ثبت بالتجربة المتكررة انتفاعها بالوخز، فلا حرج في ذلك، على أن يكون العلاج على يد طبيب موثوق.
2- وإن ادعى المعالج أن مناطق الوخز ، هي نقاط في مسارات (تشي وكي) التي تربط المخلوقات بالمطلق، وأن الإبرة تعالج الخلل الحاصل في هذه المسارات، فهذا ربط بعقائد الصينين الوثنية الباطلة ؛ فلا يجوز العلاج عند من يدعي ذلك ويمرر هذا المعتقد الفاسد.
ومما يؤسف له أن الإبر الصينية لم تر رواجا في العصر الحديث إلا بتبني الباطنية العالمية لها لتمرير المعتقدات ، قبل أن تكون للصحة والعلاج.
ولا يُلتفت لما يقوله المدربون، فمنهم جاهل لا يدري، ومنهم من أعماه المال والشهرة ، نسأل الله العافية.
وللاستزادة: يراجع:
1-التطبيقات المعاصرة لفلسفة الاستشفاء الشرقية، دراسة عقدية، د. هيفاء بنت ناصر الرشيد. 2-الاحتساب على منكرات الطب البديل، أ. عائشة بنت محمد الشمسان.
3-أثر الفلسفة الشرقية والعقائد الوثنية في برامج التدريب والاستشفاء المعاصرة، د. فوز بنت عبد اللطيف كردي.
والله أعلم.