الحمد لله.
أولا:
ابن حجر الهيتمي – رحمه الله تعالى وعفا عنه – هو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي السعدي توفي سنة (973) هــــ ، عالم من علماء المسلمين ، وفقيه من كبار فقهاء الشافعية المتأخرين.
وهذه القصة المنسوبة إليه لم نقف عليها في شيء من المصادر.
وقد جاء في ترجمته أنه حفظ القرآن في صغره ، وأن من محفوظاته "المنهاج الفرعي" كما ذكر ابن العماد في "شذرات الذهب" (10/ 442).
ثانيا:
هذه القصة ينسبها البعض للحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله (ت 852هـ)، ولم نقف عليها كذلك ، في ترجمته ، وقد كان رحمه الله سريع الحفظ في صغره.
قال تلميذه السخاوي رحمه الله: " وكان رحمه اللَّه رزق في صغره سرعة الحفظ ، بحيث كان يحفظ كلَّ يومٍ نصف حزب ، وبلغ من أمره في ذلك أنَّه حفظ سورة مريم في يوم واحد ، وأنه كان في أكثر الأيام يصحح الصفحة من "الحاوي الصغير" ثم يقرأها تأمُّلًا مرةً أخرى، ثم يعرضُها في الثالثة حفظًا.
ولم يكن -رحمه اللَّه تعالى- حفظه بالدَّرس على طريقة الأطفال، بل كان حفظه تأمُّلًا، كما سمعت ذلك مِنْ لفظه مرارًا - على طريقة الأذكياء في ذلك غالبًا" انتهى من "الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر" (1/ 123).
ثالثا:
على فرض ثبوت هذه القصة عن ابن حجر الهيتمي ، أو عن غيره ممن لهم مخالفات لمعتقد السلف الصالح ، فإنه لا حرج في نشر القصة للعبرة والتشجيع على طلب العلم، وليس في ذلك دعوة لبدعة، أو ترويج لباطل.
والله أعلم.