عمري ١٦ سنة ، أخذت حبوب منع الدورة الشهرية ؛ للذهاب لأداء العمرة ، وأثناء الطواف والسعي أيضا نزل مني إفرازات بنية ، وعندما رجعت إلي بيتي توقفت هذه الإفرازات لمدة ٦ ساعات تقريبا ، فهل هذه الإفرازات تعتبر حيضا ؟ وهل يجب علي إعاده العمرة مرة أخري ، علما بأني لم أتحلل بعد من العمرة ؟
الحمد لله.
أولا:
هذه الإفرازات ، مادام لم يتصل بها دم ، ولم تصحبها آلام الحيض المعتادة: فهي ليست حيضا.
لما رواه البخاري رحمه الله تعالى في "الصحيح" (326) تحت باب "الصُّفْرَةِ وَالكُدْرَةِ فِي غَيْرِ أَيَّامِ الحَيْضِ" عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ: " كُنَّا لاَ نَعُدُّ الكُدْرَةَ وَالصُّفْرَةَ شَيْئًا " .
ورواه أبو داود (307 ) بلفظ: " كُنَّا لَا نَعُدُّ الْكُدْرَةَ، وَالصُّفْرَةَ بَعْدَ الطُّهْرِ شَيْئًا "وصححه الألباني في "ارواء الغليل" (1 / 219).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
" و "الصفرة والكدرة" : للفقهاء فيها ثلاثة أقوال ، في مذهب أحمد وغيره: هل هي حيض مطلقا، أو ليست حيضا مطلقا ؟
والقول الثالث - وهو الصحيح - : أنها إن كانت في العادة ، مع الدم الأسود والأحمر : فهي حيض، وإلا فلا... وقالت أم عطية: (كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئا ) " انتهى من "مجموع الفتاوى" (26 / 220).
وقد سبق بيان هذا في جواب السؤال رقم : (179069).
ثانيا:
هذه الكدرة ناقضة للوضوء ؛ إلا أن السعي مع خروجها صحيح، لأنه لا يشترط له الطهارة .
وأما الطواف فأكثر العلماء على أنه تشترط له الطهارة .
وذهب آخرون كشيخ الإسلام ابن تيمية، واختاره الشيخ ابن عثيمين رحمهما الله إلى أنه تستحب له الطهارة ولا تشترط .
وهذا القول الثاني هو الأقرب، وسبق بيان هذا في جواب السؤال رقم : (34695).
وخلاصة الجواب :
أن عمرتك صحيحة إن شاء الله تعالى ، وأن هذه الإفرازات ليست حيضا .
والله أعلم.